كان شاكر قد لقي مصرعه في الاشتباكات التي وقعت الأربعاء بين قوات الأمن وعشرات الأقباط، أمام مبنى محافظة الجيزة، بعد اعتراض الأقباط على قرار حي العمرانية وقف أعمال البناء في مبنى خدمات تابع لمطرانية الجيزة، بعدما فوجىء المسؤولون بالحي بمحاولة تحويله إلى كنيسة بالمخالفة للقانون.
تباينت ردود أفعال الأقباط المشاركين في الجنازة، فبينما استنكر العشرات ما قامت به قوات الأمن، رفض آخرون قيام المتظاهرين بقذف رجال الشرطة بالحجارة وإصابة العديد من أفرادها، لافتين إلى أنه كان يجب على القساوسة اللجوء إلى محافظة الجيزة للفصل في القضية بدلاً من التجمهر وإثارة الفتنة بين أفراد الشعب الواحد.
من ناحية أخرى، تجمع المئات من الأقباط داخل الأديرة والكنائس في محافظة سوهاج، للتنديد بما حدث في العمرانية، مطالبين بـ«المساواة والعدل بين أبناء الوطن الواحد».
وكثفت أجهزة الأمن الحراسة الأمنية على الكنائس والأديرة ومنع التجمعات أمامها تحسباً لوقوع مشاجرات بين المسلمين والأقباط، وأكد مصدر أمني بالمحافظة أنه تقرر اعتقال أي مواطن لا يحترم القانون وأن هذه المرحلة لا تتحمل الفتنة والتعصب بين المواطنين.
يأتي هذا فيما قام وفد من المنطقة الأزهرية والأوقاف، بمحافظة سوهاج، بتقديم واجب العزاء للأقباط بمطرانية البلينا
وسط أجواء من الحزن الشديد التى خيمت على أهالى قرية الحرجة بالقرعان مركز البلينا ووسط إجراءات أمنية مشددة شيعت اليوم، الخميس، جنازة الشاب متاريوس جاد شاكر (19 عاما) الذى لقى مصرعه فى أحداث العمرانية التى وقعت صباح أمس الأربعاء.
توارى جثمان الشاب بمقابر أسرته بقرية الحرجة بالقرعان وشارك فى الجنازة 2000 من أهالى القرية والقرى المجاورة تقدمهم عدد من القساوسة على رأسهم الأنبا بشيوى كاهن مطرانية البلينا وإبراهيم فانوس، كاهن مطرانية مارى جرجس بالحرجة بالقرعان، والذى أشار إلى أن الجثمان وصل فى ساعة متأخرة من صباح اليوم، ولم يتخلل الصلاة عليها أى مظهر من مظاهر الهتافات أو اللافتات، بل سارت الجنازة بشكل طبيعى جدا تم منع جميع أشكال التصوير سواء بالكاميرات أو الموبايل منع للترويج للواقعة بطريقة غير سليمة وافتعال أزمة.
وأوضح أن شاكر كان يعمل بالكنيسة محل الأحداث، وأن حالة من الحزن خيمت على أسرته وجميع أهالى القرية مسيحين ومسلمين.
وأضاف "شيع أكثر من 10 آلاف نسمة مسلمون ومسيحيون الجنازة، وشهدت حضورا كبيرا من المسلمين، وعلى رأسهم عمدة القرية ذكى الدين أحمد"، مشيرا إلى أن القرية بها كنيسة مارى جرجس والقرية بها مسلمون ومسيحون يعيشون فى سلام وهذه أحداث غريبة علينا، وأنها لن تؤثر من قريب أو بعيد على نسيجنا الوطنى، فكلنا هنا نأكل ونشرب فى إناء واحد لا فرق بين مسيحى ومسلم، وأننى أطالب الجميع بعدم المتاجرة بمثل هذه الأحداث من أجل وحدة مصر، وهذا سبب رئيسى لمنعنا التصوير ورفضنا حضور كافة وسائل الإعلام للجنازة".
حضر تشييع الجنازة العديد من القيادات الأمنية، شملت رئيس قطاع الجنوب ورئيس الشعبة، وضابطان من مديرية أمن سوهاج رافقا الجثة من بداية وصولها سوهاج حتى مسقط رأسها بالحرجة بالقرعان.