ينتظرها الصغار ويعمل حسابها الكبار العيدية ولو قليلة .. فرحتها كبيرة ..!العيد فرحة .. وبهجة العيد لا تكتمل للاطفال إلا بالعيدية ، التى ينتظرونها من عيد لعيد ، بعد ان صارت طقساً يسعى له الصغار ويعمل حسابه الكبار.
والعيدية كلمة عربية منسوبة الى العيد بمعنى العطاء أو العطف، وللعيدية تاريخ طويل في حياة المصريين يمتد من العهد الفاطمى وحتى وقتنا المعاصر.
وتختلف القيمة النقدية للعيدية من أسرة لاخرى، ولكن سواء كان المبلغ صغيرا او كبيرا ، فالاطفال لا يتنازلون عن العيدية أبداً لأنها جزء من بهجة العيد ، كما أنهم يتباهون ويتفاخرون فيما بينهم بما حصلوا عليه من نقود، وكذلك يقوم بعضهم ب"ادخار" جزء من"العيدية" فيما يقوم البعض الآخر بانفاقها على الفسح والحلويات.
تطور قيمتها بالتاكيد اختلفت هذه الايام عن زمان ، ولا يستطيع أحد ان يعطى طفل جنيه كعيدية لانه لا يساوى شىء . وأصبح أقل مبلغ للعيدية حاليا 10 جنيهات.
مريم بهاء 11 سنة ، قالت تفيدنى العيدية عندما أريد شراء شىء غالى الثمن ، فأقوم بادخار مبلغ العيدية وشراء ما أريد وفي بعض الاحيان أتبرع بجزء منه للفقراء.
أما نورا طارق 13 سنة ، فقالت إنها تفضل شراء الاكسسوارات والشنط بالعيدية كما تخرج للتنزه مع صديقاتها والذهاب الى مطاعم "التيك أواى".
سارة ابراهيم 17 سنة، اعتا دت طوال عمرها الحصول على العيدية وهى ترتفع تدريجيا كل سنة ،وتزداد كلما كبرت في السن ،وحاليا ما بين 100 او أقل قليلا من كل فرد بالعائلة حسب امكاناته المادية .
أما كريم احمد 16 سنة، فقال ادخر جزء من العيدية وأصرف الباقى سواء في "النت كافية" أو الذهاب الى السنيما واحصل حاليا على نحو 700 جنيه مجمعه من كل أفراد الأسرة.
وقال مهند اشرف 15 عام إنه يفكر قبل حلول العيد في الشىء الذي يريد شراءه وبعد ذلك يجمع العيدية التى تتراوح ما بين 500 جنيه و300 جنيه حسب عدد افراد الاسرة الذين يقابلهم.فيما أكدت آلاءعبد العزيز سنة 19 انها تعتبر العيدية كالمصروف ولا تشترى بها شىء معين
كرامة للفقير د.عزة كريم - استاذ علم نفس الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة - قالت لموقع "اخبار مصر" إن العيدية تعد من مظاهر العيد الاساسية ، ولها دور كبير في دعم الترابط الاجتماعى بالاسرة.
وقالت "العيدية تعد من التقاليد قديمة الازل بالمجتمع المصري وان اختلفت في شكلها وقيمتها والافراد الذين توجه اليهم".
وأضافت" قديما كان كبير العائلة يعطى العيدية لمختلف أفراد الاسرة صغارا وكبارا ،المتزوج والغير متزوج مما يدعم قوته الاجتماعية داخل عائلتة لأن من يملك المال يملك القوة الاجتماعية".
وأوضحت د.عزة ان العيدية تطورت بتطور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع ، فقديما كانت العيدية إما هدية عينية أو مادية لكن في الوقت الحالى فقد اقتصرت على النواحى المادية.
وقالت " للعيدية العديد من المزايا أهمها ايجاد حاله من الترابط بين الصغير والكبير في العائلة الواحدة ،اعطاء فقراء العائلة نقودا بنوع من الكرامة وليس مجرد"صدقه" كما انها تحافظ على مكانه الشخص الاجتماعية و في الاسرة ".
واضافت "أهم ما يميز العيدية هو انتظار الاطفال لها بفرح كبير واعتبارها أهم مايميز العيد ويقومون بجمع اكبر قدر ممكن من "العيديات" وشراء كل ما يريدون".
ودعت أستاذة علم نفس الاجتماع الى توجيه الاطفال الى الاسلوب الامثل في الانفاق عن طريق تقسيم العيدية الى 3 اقسام :قسم منها للفقراء حتى يتعود الطفل على التكافل الاجتماعى ،و قسم للادخار ،وقسم أخر ينفقوه كما يشاؤون مع مراعاة وقوع ذلك الاختيار تحت سلطة الوالدين.
من ناحية اخرى، طالبت د.عزة كريم الاسر المصرية بعدم تحويل العيدية الى عبء وألاتتخطى الميزانية المتاحه لها، مشيرة الى ان الاوضاع الاقتصادية السيئة في ظل ظروف ارتفاع الاسعار قد لا تسمح باعطاء مبالغ كبيرة.
وقالت د. عزة كريم إن "العيدية عبارة عن هدية وينبغى اقتصارها على فقراء العائلة أو الشباب الذين لا يعملون والاطفال ، وان نتلافى أشكال التبذير عن طريق تقليل المبالغ المقدمة كعيدية".