كان هذا الحدث الخاص بيني و بين ( أحمد ) له الكثير من (( التأثير السلبي )) على شخصيتي فبدأت أكتسب صفات جديدة لم أعهدها في نفسي ، فبدأت أقوم بتلك النوعية من المقالب في بعضاً من زملائي – بالطبع دون وجود أي دماء ( حقيقية ) في الموضوع – فقط كنت أهتم بصنع ( مقالب تثير فزع زملائي لأقصى درجة ) و كنت أحياناً أقوم بإشراك ضحية مقلب البارحة في مقلب جديد بضحية جديدة في اليوم التالي .. و كان لنا الكثير من الابتكارات في ذلك الموضوع .. كان نوع من أنواع مقالب الكاميرا الخفية .. لكن دون وجود كاميرا و هكذا أكتسبت شهرة بالغة وسط زملائي ( كانوا في أحيان كثيرة لا يستطيعون التفريق بين هل أنا مجنون حقاً ؟ أم هو مجرد مقلب جديد من ( محمد حسني ) !! ) و كنت أستمتع كثيراً بهذا ... نعم كنت شرير .. إن صح إستخدام هذا التعبير .. ( و كان هذا السبب تحديداً هو مصدر ضحكاتي الشريرة ) نيهاهاهاها ، و كان يساعد مظهري كثيراً في إستخدام هذه النوعية من المقالب فأنا شاب وسيم هادئ يعطيك إنطباعك الأول عنه أن هذا الأنسان ودود هادئ و بريء يمكنك الثقة فيه لمجرد أنه أشبه بالملائكة ... و كنت أقوم بإستخدام تيمة ( هيتشكوك ) الشهيرة ببراعة ... لا تثق في الأشخاص الودودين أكثر من اللازم ، و بالطبع لم يدرك أحد من زملائي المحيطين إنني أقوم بإستخدام و تطبيق ( نظريات علمية حقيقية ) كلها تنصب على أبتكار طرق لإثارة مخاوفهم ، و أنهم هم أنفسهم أشبه بحقل التجارب لي ( لم أشعر أبداً بتانيب الضمير لهذا الأمر ) لأني كنت أبتكر المقلب من فعل سيء كانت تقوم به الضحية المقترحة للمقلب .. و أحيان أنا نفسي كنت أجد ينقلب علي المقلب لأصبح أنا الضحية بكلا بساطة .. و كنت أتقبل هذا .. لأني أنا من وضعت القواعد ، و لكي أكون أكثر وضوحاً سأعطي مثل ... كان هناك هذا الزميل و يدعى ( هاني ) :
هاني شخص طيب القلب جداً (( فقط من الداخل ))
لكنه يغلف هذا كله بكثير من مظهر البلطجة و يعتمد كثيراً على مظهره المثير للريبة في التسلي على كثير من الزملاء بإثارة خوفهم و (البلطجة عليهم و أحياناً أستغلالهم ) .. فهو له موصفات منفرة أصلع الرأس ( بالموس ) و له شارب كث يقوم بتحديده بشكل يجعله أشبه بالقراصنة .. توجد ندبة قوية جداً في ذراعه و أخرى في وجهه ( ختم الصياعة الأبدي ) بالإضافة لملامح وجهه المنفرة و جسده المفتول و أعراض الإدمان التي تلازم وجهه و حركات جسده على الدوام كان له مظهر مخيف لمن يراه للوهلة الأولى و يستطيع التحدث بلغة المنحرفين بمهارة لو راضينا بإستخدام هذا المصطلح نظراً لإنتمائه للمنطقة الشهيرة بالإسكندرية ( بحري ) فكان ( هاني ) كثيراً ما يستخدم هذا المظهر في إخافة الكثير من زملائنا و النصب عليهم عن طريق الحوار .. أو عن طريق القوة ، لكن ( هاني ) كان ينجذب لي و يحبني كثيراً .. ربما لأنني كنت أعامله على الجزء الجميل بداخله و لأنه لا يخجل أن يظهر هذا الجزء أمامي ( و لأنه كان يحلم أن يتغلب (( مثلي )) على بيئته المحيطة و يصبح على قدراً من الثقافة مثلي ) و لأنه في الحقيقة كان يقوم بشراء المزيد من الكتب ( العلمية ) و يقوم بقرائتها سراً – حتى لا يتأثر مظهره الخارجي – كي يقوم فيما بعد في التنافس معي في تلك المعلومات .. و يحقق حلمه بأن ينتصر علي كما صرح لي سراً (( المهم )) كان ( هاني ) ضحية مثالية و عنوان أهم مقلب قمت به .. ماذا لو واجه ( هاني ) مخاوفه ؟؟ و هكذا قمت أنا و ( ياسر ) – و هو ضحية سابقة لكثير من مقالبي و صديق أخر لـ ( هاني ) – بالإعداد للمقلب و هو كالتالي .. جئنا بتشيرت أبيض قديم لـ ( ياسر ) مستغني عنه و لبسه تحت الهدوم و بعدها جبنا ( قاطرة ) مليانه بالدم ( ألوان ميه ) ، كان المقلب ببساطة هو جعل ( هاني ) يشاهد عملية قتل أمام عينيه .. لنرى مدى الشجاعة التي تحدث فيها عن نفسه – هذا الشخص الذي لا يخلو أي حديث له أنه يستطيع أن يقتل و بدماء باردة فقط لأنه يود إستغلال ضحاياه من زملائنا سليمي النية – و الخدعة رغم ( فقر الإمكانيات ) إلا أنني قمت بإعداد سيناريو بارع قام ( ياسر ) بتطبيقه ببراعة لم أكن أتوقعها و الأن و بدون الكثير من المقدمات لنذهب إلى التجربة مباشرتاً .
المكان : بداخل شقة جدتي و الأبواب و النوافذ كالعادة مغلقة جيداً
التاريخ :
يوماً من شتاء 1999 الوقت :
الساعة الثامنة مساءاً و بدأت أنا و (
ياسر ) و (
هاني ) نتجاذب أطراف الحديث (
و كما هو متفق ) بدأت أشعر (
هاني )
أن هناك شيئاً غير طبيعياً سوف يحدث و تساءل (
هاني ) عن أثر
للدماء موجودة على الأرض قديمة (
ألوان ميه بالطبع )
لأجيبه بكل بساطة إنها دماء واحد من الزملاء – و أغمز له كما لو أني سأقوم بعمل مقلب في (
ياسر ) – ضحك (
هاني ) في بادئ الأمر و بدأ متماسك .. و بدأ يراقب الحوار الدائر بيني و بين (
ياسر ) و هو يختلس لي النظر من آن لأخر لتفاجئه ابتسامة مجنونة ترتسم على وجهي ((
مقصودة بالطبع )) و هو ينتابه شعور بأن هناك شيئاً غير سليم في (
محمد حسني ) أو (
حمادة ) زميله لكنه لا يعرف ما هو تحديداً ، و بدأ إتجاه الحديث مع (
ياسر )
يأخذ منحى جنوني (
فأنا أحدثه عن القتل للمتعة ) و إنه شيء يجب علينا تجربته
.. و لم يكن (
هاني ) يعتاد هذا النوع من الحديث و ظل (
هاني ) متماسك إلى أن شاهدني أذهب إلى المطبخ و أحضر السكين (
إياها ) و هنا ترتسم على (
هاني ) ملامح الفزع و هو يصرخ في : (
محمد حسني )
بلاش الهزار ده فوجئ بإني أقوم بتحذيره بالسكين بشكل حقيقي و عيني يملئها الغضب و أنا أصرخ في (
ياسر ) بشكل جنوني عن أن يتوقف عن فعل أشياء لم يفعلها في الحقيقة
، و يشعر (
هاني ) بالرعب و يتقن (
ياسر ) دوره في التمثيل و اقوم بضرب السكين في الحائط بشكل ينذر ((
إنني سأقوم بفعل شيء مخيف )) و يهتز (
هاني ) خوفاً و هو يقول لي بصيغة الأمر متحركاً ناحيتي :
-
هات السكين ديه يا ( حماده)
- عايزها .. أهه
يفوجئ بأني أقذف السكين ناحية ( ياسر ) .. في إتجاه بعيداً جداً عنه بالطبع ، و لكن الحركة نفسها أصابت فزع ( هاني ) لأقصى درجة و هو يصرخ بفزع :
- أنت بتعمل إيه أنت عايز تموته .. أنت شكلك عايز تجيب لنا مصيبة النهاردة ؟!!!!
- أه و إيه المشكله لو قتلته عادي يعني .. أنت مش بتقول إنك ممكن تقتل من غير متتهز
- في إيه يا ( محمد ) مالك أعقل أنا أول مرة أشوفك كده !!! ..
يصرخ ( ياسر ) في هذه اللحظة في فزع : خرجوني من هنا .. خرجوني من هنا (
هاني ) يتحرك ناحية السكين في نهاية الحجرة محاولاً أن يحصل عليها قبلي لأقوم أنا بإطفاء نور الحجرة ( كي لا يستطيع (
هاني ) تحديد موضع سقوط السكين ) و هو يصرخ أنت طفيت النور ليه و أنا بصرخ في (
هاني ) :
فين السكينة .. فين السكينة ؟!
يرد بفزع ورعب : لـــــــــيـــــــــــــــه ؟
- عشان أقتل ( ياسر ) ؟! يكاد (
هاني ) يصاب بالإنهيار و هو لا يصدق أن هذا يحدث فعلاً و يحاول الإسراع لإضاءة النور لولا أن يمسك به (
ياسر ) بشكل طبيعي و هو يقول له : متسبينش معاه لوحدي ..
متسبنيش معاه لوحدي ((
ده مجنون )) ..
و هنا ومن خلال ظلام الحجرة أصل أنا إلى السكين في الوقت نفسه و يضئ (
هاني ) الحجرة ليجدني بجانبه أبتسم في برود شرير
و أطفئ النور من جديد و أخر ما يراه (
هاني ) هو السكين و أنا أرفعها على (
ياسر ) عالياً و (
ياسر ) يصرخ :
لأ ..... لأااااااااااااااااااااااااااااااااا و يعم الظلام الحجرة .. و يخرج (
ياسر) في الظلام بسرعة ( قاطرة الماء الملونة
بالأحمر القاني كي تشبه
الدماء ) و يقوم برشها على وجه ( هاني ) و على وجهي و على ملابسه و بالطبع السكين و هو يكشف ملابسه عن التشيرت الأبيض الممزق ناحية البطن كما لو إنه موضوع السكين .. و يصرخ ( هاني ) في هلع و هو يحسب أن ما أنفجر في وجهه هو رزاذ من الدماء .. و يجري مسرعاً إلى القابس و يضيئه كي يجد مشهد واحد فقط أمامه (
ياسر ) يسقط على الأرض مدرجاً في
دمائه ..... و أنا أقف أمامه مبتسماً و أنا أقوله كلمة واحدة :
(( قتلته )) و هنا يصاب (
هاني ) بحالة شبه هيستيرية .. و حقيقة لم أتمالك نفسي و تحولت أبتسامتي إلى ضحكة مجلجلة – من رؤية (
هاني ) و قد فقد أعصابه تماماً و وجهه يملئه الدماء الوهمية – للحظة شعر (
هاني ) أنه ربما يكون مقلب عندما لمح تلك النظرة في عيني إلى الدماء التي تسقط على وجهي .. فالدماء كانت واضحة " إنها لم تكن دماء أبداً " كل ما عليها هو أن يلمسها فقط بيده لكن كانت تنقصه الشجاعة ليقوم بفعل ذلك .. و بصعوبة حولت الضحك الذي أضحكه على (
هاني ) إلى ضحكات مستهترة
.. و من جديد نظرت إليه في غضب و بدأ (
هاني ) يردد بشكل متواصل و نظرة الفزع و الذهول لم تفارقه :
أنت قتلته بجد يا (
محمد ) ..
أنت قتلته بجد يا (
محمد ) ؟؟!!! فأعطيته ظهري و أنا أكاد أفقد تماماً السيطرة على أداء دور القاتل و أنا أعود للضحك من جديد ليبدو أن (
هاني ) قد فسرها بأنه ينتابني حالة من الجنون المؤقت ، يعود (
هاني ) ليميل إلى جثة (
ياسر ) المكومة على الأرض و قد أستجمع جزء من شجاعته و هو يحاول التأكد من أن (
ياسر ) على قيد الحياة فيقوم بهزه بهدوء ثم بقوة .. لا أستجابه
يبدأ يحدثه كما لو أنه أدرك المقلب .. لكن نبرة صوته تؤكد أنه لا يزال يصدق .. لا أستجابة
ينذر (
ياسر ) أنه سيضربه و يصفعه .. لا أستجابة
يصفع (
ياسر ) بقوة .. أعرف أن (
ياسر ) سيتحمل لأسباب أعرفها جيداً .. و يصفعه (
هاني ) بقوة .. و يصفعه .. و يصفعه بشدة لدرجة إن (
ياسر ) صعب عليا .. لكن .. لا أستجابة
بدأ (
هاني ) يصرخ و يولول .. (
إحنا رايحين كلنا في داهية ) و يكررها كثيراً .. وسط ضحكاتي
كان ما يحدث بمثابة كابوس طويل مفزع لـ (
هاني )
و هنا تذكر (
هاني ) شيء .. هذا الشيء الذي كان يهدد بإكتشاف المقلب بأكمله .. (
ياسر ) بيغير من رجليه .. فقال بصوت واثق " قليلاً " و لكن بذات النبرة الغير مصدقة بما يقوله :
- لو ما قمتش دلوقتي يا (
ياسر ) ..... هزغزغك
كنت أشاهد ما يفعله (
هاني ) بعد أن وقفت بجانبه حتى لا يشاهدني و أنا أمسك فمي بيدي الأثنين و أنا أضحك و بعد أن أخفيت السكين في ملابسي و أنا أشعر أن جانبي من الألم سينفجروا من كثرة الضحك و (
هاني ) يقوم بدغدغة كعوب قدمي ( ياسر ) الذي يتحمل هذا بغرابة شديدة (
ياسر ) بيغير يا جماعة أوي من المنطقة دي ... و مع هذا تحمل بإخلاص مستفز للدور .. ليشعر (
هاني ) بتفاهة ما يفعله .. و أن الخطر حقيقي عليه هو ........ فجأة
ينهض (
هاني ) مسرعاً ناحية باب الشقة ينوي أن يغادر المكان بحركة مفاجأة ، فأدركت أن دوري قد حان ((
المجنون ده رايح فين )) ؟ ... فعدت كي أتقمص دوري من جديد و أنا أصيح في وجهه بقوة لم يعهدها في :
أنت رايح فين يا ( هاني ) ؟
- هبلغ عنك .. ! لو هتروح في داهية يبقى تروح أنت لوحدك .
- دانا صاحبك يا ( هاني ) .... ؟!
- و أنت عشان صاحبي يبقى توديني معاك في داهية .. قلت لك يا ( محمد حسني ) بلاش الهزار ده (( كان يقولها و هو موشك على الإنهيار )) في حين أواصل أنا إستفزازه
- أمال إيه الكلام إن أنت ممكن تقتل أي حد من غير ما حاجة تهزك ؟!
يحاول أن يصرخ عندما يجدني أقفل مزلاج الباب بيدي من الداخل و أنا أنظر في عينيه مباشرتاً و أنا أضحك لتنكتم الصرخة في فمه و تتحاول إلى صوت مهزوز و هو يقول
- في فرق بين الهزار و الكلام الجد .
- بس الناس كانت بتصدئك يا ( هاني ) لما كنت بتقول الكلام ده .
- سيبني أخرج .. لو مخرجتنيش هخرج لوحدي ( قالها و هو يحاول أن يقرنها بالفعل )
- إيه يا ( هاني ) أنت بتكلمني كدا ليه زي ما أكون غريب ؟! هو أحنا مش أصحاب ؟!
- لا مش أصحاب .. لغاية هنا إحنا مش أصحاب .. أنت في طريق و أنا في طريق
- متهدى يا ( هاني ) إحنا في الموضوع ده مع بعض .. أنت فااااهم
- لأ أنت لوحدك اللي في الموضوع .. أنت لوحدك ... أنت لوحدك .. أنا مش معاك
- لو مش معايا ............. تبقى عليا ... قلتها له بشكل مفزع و أقرنتها بإخراج السكين من ملابسي ليعود ( هاني ) ليقول و قد بد أنفجر دفعة واحدة في البكاء بغزرارة و بشكل غير متوقع .. هذا من يدعي الصلابة و القوة و الإنحراف في كل مناسبة ليستغل الناس ( الأن يبكي كالأطفال )
- أنا بهزر يا ( محمد ) سيبني أخرج عشان خاطري .... سيبني أخرج ... ((( الأن يصرخ مستنجداً بالناس و الجيران بالخارج بصوت مرتفع للغاية قائلاً ))) : خرجوني .. خرجونااااااااااااااااااي ..ألحقواااااااااني .. أنا هبلغ عنكو هنا كان صياحه أكثر من أن أصمت فالجيران حوالنا و حتى الناس المارة في الشارع سينتبهون لما يحدث عندنا و بالطبع لن يكون الموقف جيداً إذا خرج هو بتلك الطريقة فأقول له محاولاً أن أعطى السكين له كي يطمئن : أهدى يا ( هاني ) اللي كانت بيتعمل فيك ده مقلب .. و الله العظيم مقلب و الدم اللي أنت شفته ده كان ألوان ميه – مش دم زي ما أنت فاكر – أهدى
يرفض هو أن يمسك السكين و هو لا يزال يشك .. و يقول لي و هو لا يزال مصدق لما حدث :
- لا يا أخويا أنا مش همسك السكينة أنت فاكرني عبيط .. بس لو ده مقلب سيبني أخرج برا دلوقتي .
- حاضر هسيبك بس لما تتأكد أنه مقلب .. و نقوم ( ياسر ) مع بعض من التعسيلة اللي هو فيها .................( أصيح بصوت مرتفع ) ................. أقوم يا ( ياسر ) لا يقوم ( ياسر ) لولا ضحكاتي التي ظهرت لظن (
هاني ) أن المقلب لا يزال مستمر فقال (
هاني ) و عدت أنا و (
هاني ) كي نصفع (
ياسر ) من جديد .. لكن لسمعنا صوت (( شخيره ))
للمرة الأولى يضحك (
هاني ) منذ بداية المقلب و هو يمسح دموعه و يجلس فوق قدمي (
ياسر ) ثم يقول له :
أوم بقى يا – روح أمك !! – أضحك للعبارة و لكن (
ياسر ) لا يقوم فينظر (
هاني ) لي بفزع من جديد و بدأ موشك فعلاً على إنهيار حقيقي ..
-
خلاص يا (
هاني )
سيبهولي أنا هقومه بطريقتي ..ذهبت بكل بساطة للمطبخ و أحضرت ولاعة في أثناء حديثي المستمر لـ (
ياسر ) :
اقوم يا بني متسؤش فيها الولا هيروح مننا .. يعني مش عايز تقوم (( كان (
ياسر ) يفعل ما أتوقعه بالضبط بأن يثير توترنا قليلاً )) لكني كنت أعرف هذا ( من مقلب سابق!
)
على فكرة أنا مش هشكك بدبوس المرة دي عشان تقوم .. أنا هولع في رجليك .............. و سمع (
ياسر ) تكة إشعال الولاعة و شعر باللهب يقترب من أصابع قدميه .. فقام و هو يضحك بشدة و يشير بإصبعه إلى (
هاني ) و يظل يشير بإصبعه إلى (
هاني ) و يضحك لمدة نصف ساعة متواصلة و (
هاني ) يضرب فينا لمدة ساعة كاملة ....... ثم ينتهي الأمر بجملة (
هاني ) و انا أصر على القيام بتوصيله للخارج لموقف الموصلات و بمجرد خروجه من الشقة إلى الشارع يبتسم هو و يستعيد جزء من رابط الجأش و هو يقول لي بهدوء : ((
على فكرة كنت عارف إنه مقلب من أول ما شفت المية على إنها دم )) ..
أنظر إلى عينيه و أبتسم دون تعليق ثم أقوم بالربط على كتفه .. و أبدأ أحدثه في أشياء أخرى بعيدة عن هذا الموقف و لم يقم (
هاني ) بعدها بمحاولة البلطجة على كثير من زملاء تحت تهديد مني أنا و (
ياسر ) برواية هذا الموقف ................... و لم يدخل (
هاني ) بعدها منزلنا .. إلا عندما قررت إشاركه في مقلب لنا في أصدقاء أخرين .. و بعد أن تأكد إنه بالفعل ((
شريك في المقلب ))
المهم ... ((
قد يكون ما تحدثت عنه اليوم هو شيء بعيداً عن ما وراء الطبيعة )) .. و لكنه يشير إلى تيمة شديدة الأهمية .... هي الخوف من شيء ليس في محله .. فليس كل ما يخيف و يقابلنا هو حقيقة دامغة مهما بدت كذلك ... و لكن الخوف الذي نتعرض له حينها هو
خوف حقيقي و كان هذا الموقف هو
خير مثال .. لكن هناك تيمة مخيفة أخرى لا تقل أهمية و تقع تحت نفس التيمة (
الخوف من شيء قد لا يكون حقيقي ) .. هذا عندما تنذرك كل الظروف حولك أنه هناك اشياء غير طبيعية تدور حولك و تنذرك بأن هناك شيئاً ما سيحدث ((
شيء مخيف )) ..
و لكنك لا تعرف أبداً ماهية هذا الشيء ................... لكن
هذا قصة لقطعة بازل أخرى