روح الفريد
المديره عدد المساهمات : 2401 تاريخ التسجيل : 22/03/2010 | موضوع: السيره الذاتيه للائمه الاربعه الامام ((مالك _احمد ابن حنبل _ابى حنيفه_الشافعى )) الأربعاء أبريل 07, 2010 9:44 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم اجمعين
اخوانى فى الله أحيكم بتحية الاسلام "السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته"
أمـا بـعــد
سـأتـحـدث الـيـوم عـن السـيـره الـذاتـيـه لـلأئـمـه الاربـعـه
((الامـام مـالـك بـن انـس _الامـام احـمـد بـن حـنـبـل _الامـام ابـى حـنـيـفـه _الامـام الشـافـعـى)) رحمهم الله تعالى.
واسـأبـدأبـلأمـام "مـالـك ابـن انـس رحـمـه الله تـعـالـى"
نـسـبـههو "أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث" وهو ذو إصبح بن عوف بن مالك بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و'عمرو بن الحارث ذي أصبح الحميري' من ملوك اليمن, الحميري ثم الأصبحي, المدني, حليف بني تيم من قريش, فهم حلفاء عثمان أخي طلجه بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين. وأمه هي العالية وقيل الغالية بنت الشريك الازدية وجده اللأول 'أباعامر بن عمرو صحابي شهد المغازي كلها مع النبي عدا بدر .ومالك جد الإمام من كبار التابعين وروى عن عمر وطلحه وعائشة وأبى هريره وحسان بن ثابت وكان من أفاضل الناس وأحد الأربعة الذين حملوا عثمان بن عفان ومات سنة اثنتي وعشر ومائة. ولد للإمام أربعة أبناء وبنت هي ام البهاء وكانت ممن يحفظون علمه.
"مولده ونشأته" ولد الإمام مالك في ربيع الاول سنة ثلاث وتسعين من الهجرة /712م بذي المروة وكان اخوه النضر يبيع البز فكان مالك معه بزازا ثم طلب العلم وكان ينزل اولا بالعقيق ثم نزل المدينه المنوره .لقد نشأ مالك في بيت اشتغل بعلم والحديث.وكان أكثر هم عناية عمه نافع المكنى بأبي سهيل, ولذا عد من شيوخ ابن شهاب وفي أعمام مالم وجده أسرة من الأسر المشهورة بالعلم وكان اخوه النضر مشتغلا بالعلم ملازما للعلماء حتى ان مالك كان يكنى باخي النضر لشهرة أخيه دونه بدأ الإمام مالك يطلب العلم صغيرا تحت تأثير البيئة التي نشأ فيها وتبعا لتوجيه أمه له، فقد حكي أنه كان يريد أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم.حفظ القرآن ثم اتجه لحفظ الحديث وكان لابد من كل طالب علم من ملازمة عالم من بين العلماءوقد جالس مالك ناشئا صغيرا ثم انقطع لابن هرمز سبع سنين لم يخلطه بغيره ثم اتجه مالك إلى نافع مولى ابن عمر فجالسه وأخذ عنه علما كثيرا وقد اشتهر أن أصح الاحاديث: " مالك عن نافع عن ابن عمر".كما اخذ مالك عن ابن شهاب الزهري ولولعه بالعلم نقض سقف بيته ليبيعه ويطلب به العلم وملازمة كبار العلماء. يقول الإمام مالك: حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت :إذهب فاكتب (تريد الحديث ).انطلق يلتمس العلم وحرص على جمعه وتفرغ له ولازم العديد من كبار العلماء، لعل أشدهم أثراً في تكوين عقليته العلمية التي عرف بها هو أبو بكر بن عبدالله بن يزيد المعروف بأبن هرمز المتوفى سنة 148هـ، فقد روي عن مالك أنه قال:{{ كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل}}ـ كذلك يعد مالك أكثر وأشهر الفقهاء والمحدثين الذين لازموا نافع مولى ابن عمر وراويتٌه يقضي معه اليوم كله من الصباح إلى المساء سبع سنوات أو ثماني، وكان ابن هرمز يجله ويخصه بما لا يخص به غيره لكثرة ملازمته له ولما ربط بينهما من حب وتآلف ووداد.أخذ الإمام مالك عن الإمام ابن شهاب الزهرى وهو أول من دون الحديث ومن أشهر شيوخ المدينة المنوره قد روى عنه الإمام مالك في موطئه 132 حديثا بعضها مرسل. كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من ال البيت وأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث واحد طويل هو حديث جاير في الحج والأربعة منقطعة. كذلك روى عن هشام بن عروه بن الزبير ، محمد بن المنكدر ،يحيى بن سعيد القطان الانصارى ، سعيد ابن ابى سعيد المقبري، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأى وعبد الله بن المبارك والامام الشافعي وغيرهم، من أقرانه الأوزاعي والثوري والليث وخلق. وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي والقعني. وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300 من التابعين و600 من أتباع التابعين .جلوسه للفتيا لما أصبح له باع جلس للفتيا بعد استشار كبار العلماء في المسجد النبوي الذي كان يعج بالتابعين وتابعي التابعين من امثال الزهري وابن شهاب وربيعة الراي قيل وهو ابن سبع عشر سنة....تحريه في العلم والفتيا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي هريرة انه قال: "ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم, فلا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة" وقال غير واحد بانه مالك بن أنس. ذكر لمالك لما انه ذكرت أمامه الموطآت, وان غير واحد من العلماء قد صنع موطا كموطئه, قال دعوهم، فلن يبقى غلا ما أريد به وجه الله"ولهذا كان يتحرى تحريا عظيما في الفتوى عند التحمل وعند الاداء فكان يسأل في العدد الكثير من المسائل ولا يجيب إلا في القليل وكان يفكر في المستالة سنين فما يتفق فيها رأي.وكثيرا ما كان يتبع فتواه بالآية الكريمة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين (الجاثية 31). وكان لا يحدث إلا عن ثقة وكان إذا شك في الحديث طرحه.توقيره للعلم ولحديث النبي -صلى الله عليه وسلم -كان من توقيره للعلم لا يحدث إلا على طهارة ولا يحدث أو يكتب حديثا واقفا وكان لا يفضل على المدينة بقعة سواها.شهادة اهل العلم له بالإمامة وثناؤهم عليه
- ابن هرمز ":ادعيه, فإنه عالم النّاس".
- ابن شهاب":انت من اوعية العلم".
- قيل لأبي الاسود من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال: الغلام الأصبحي (مالك).
- سفيان بن عيينة: "ما نحن عند مالك؟ إنما نحن نتبع آثار مالك". وقال" ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد مالك". وقال "مالك سيد أهل المدينة". وقال "مالك سيد المسلمين".
- الشافعى : "إذا جاء الخبر فمالك النجم".وقال :" مالك بن انس معلمي(أستاذي) وما أحد امنُّ علي من مالك, وعنه اخذنا العلم وإنما انا غلام من غلمان مالك".
وقال: مالك وسفيان قرينان ومالك النجم الثاقب الذي لا يلحق.
- الأوزعى: رأيت رجلا عالما(يقصد مالك).
- أبو يوسف: "ما رايت أعلم من ثلاث مالك وابي ليلى وابي حنيفة".
- الليث: علم مالك تقي, علم مالك نقي, مالك امان لمن اخذ عنه من الانام".
- ابن المبارك: "لو قيل لي اختر للامة إماما, لأخترت مالكا".
- ابن المهدي : "مالك افقه من الحكم وحماد" وقال: أئمة الحديث الذين يقتدى بهم أربعة سفيان بالكوفة, ومالك بالحجاز, والاوزاعي بالشام, وحماد بن يزيد بالبصرة". وقال : مابقي على وجه الأرض اامن على حديث رسول الله من مالك".
- يحي بن سعيد: " مالك أمير المؤمنين في الحديث".وقال: " مالك هو أعلى أصحاب الزهري, واوثقهم واثبت الناس في كل شيء".وقال "مالك نجم الحديث المتوقف عن الضعفاء, الناقل عن أولاد المهاجرين والانصار".
النسائى: امناء الله على وحيه, شعبة, ومالك, ويحي بن سعيد القطان, ما أحد عندي أفضل بعد التابعين من مالك ولا اجل منه ولا أحد امن على الحديث منه".
- أحمد بن حنبل:" مالك احسن حديثا عن الزهري من ابن عيينة, ومالك اثبت الناس في الزهري".
مواهبه وصفاتهحبا الله مالكا بمواهب شتى حتى أصبح الإمام الذي لا يفتى معه احدا منها:
- الحفظ: عرف عن الإمام مالك بأنه قوي الحافظة كان يحفظ أكثر من 40 حديثا في مجلس واحد.
- الصبر والجلد.
- الإخلاص في طلب العلم قربة خالصة لله عزوجل.وجيد التحري في رواية الحديث مدققا في ذلك كل التدقيق، لا ينقل الا عن الإثبات ولا يغتر بمظهر الراوي أو هيئته.قال الإمام مالك :{{ لقد أدركت في هذا المسجد (مسجد المدينة المنورة) سبعين ممن يقول : قال فلان قال رسول الله فما أخذت عنهم شيئا، وأن أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه إلا ظانهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن)
- قوة الفراسة والنفاذ إلى بواطن الامور وإلى نفوس الأشخاص.
- إن لم يرحل الإمام مالك في طلب الحديث مع أن الرحلة في ذلك الوقت كانت ضرورية. إلا انه استعاد عن هذا لكون المدينة كانت مركزا للعلم ومنارة له بحيث لا يكتمل علم احدهم دون القدوم إليها والاخذ من منبعها الصافي من أحفاد الصحابة ومسكنهم فكانت المدينة كلها منابيع علم منحيها وميتها ويابعا واخضرها سمائها وارضها تكاد تنطق بالعلم الوفير وهذا ما جعل الإمام مالك يرى بان عمل اهل المدينة حجة ولنو
شيوخه اخذ عن خلق كثير وهم في الموطأ وكان اهمهم:
- ابن هرمز
- أبو زناد
- نافع
- ربيعة محسن
- ابن شهاب
- الأنصاري
- يحي بن سعيد
- سعيد المقبري
- عامر بن عبدالله بن الزبير
- بن المنكدر
- عبدالله بن دينار
انتشار المذهب المالكي يعتبر المذهب المالكي هو الغالب في بلاد المغرب العربي والإمارات والبحرين، وقطر، والكويت، والسودان وصعيد مصر، والمنطقة الشرقية من السعودية ووسط وغرب أفريقيا ويبلغ عدد أتباعه في العالم أكثر من (150) مليون تقريباً.إمام دار الهجرة روي عن أبي موسى الأشعري قال [قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة] ويروى عن ابن عيينة قال كنت أقول هو سعيد بن المسيب حتى قلت كان في زمانه سليمان بن يسار وسالم بن عبد الله وغيرهما ثم أصبحت اليوم أقول إنه مالك لم يبق له نظير بالمدينة.قال القاضي عياض هذا هو الصحيح عن سفيان رواه عنه ابن مهدي وابن معين وذؤيب بن عمامه وابن المديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائيل كلهم سمع سفيان يفسره بمالك أو يقول وأظنه أو أحسبه أو أراه أو كانوا يرونه. وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة فيكون على هذا سعيد بن المسيب ثم بعده من هو من شيوخ مالك ثم مالك ثم من قام بعده بعلمه وكان أعلم أصحابه. ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكا في العلم والفقه والجلالة والحفظ فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب والفقهاء السبعة والقاسم وسالم وعكرمة ونافع وطبقتهم ثم زيد بن أسلم وابن شهاب وأبي الزناد ويحيى بن سعيد وصفوان بن سليم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم فلما تفانوا اشتهر ذكر مالك بها وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن الماجشون وسليمان بن بلال وفليح بن سليمان وأقرانهم فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق رحمه الله تعالى. قال أبو عبد الله الحاكم ما ضربت أكباد الإبل من النواحي إلى أحد من علماء المدينة دون مالك واعترفوا له وروت الأئمة عنه ممن كان أقدم منه سنا كالليث عالم أهل مصر والمغرب والأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهم والثوري وهو المقدم بالكوفة وشعبة عالم أهل البصرة إلى أن قال وحمل عنه قبلهم يحيى بن سعيد الأنصاري حين ولاه أبو جعفر قضاء القضاة فسأل مالكا أن يكتب له مائة حديث حين خرج إلى العراق ومن قبل كان ابن جريج حمل عنه.تلاميذهكان أكثر الأئمة الذين ظهروا في عصر الإمام مالك تلامذة له، وقد كان تلاميذه من شتى بقاع الأرض لا يعدون ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً بالمدينة المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم، فمنهم من كان يطول به المقام عند الإمام مالك ومنهم من كان يقصر به المقام. والذي جعل أيضاً تلاميذ الإمام مالك كثيري أن الإمام مالكاً كان معمراً فلقد أطال الله في عمره حيث عاش تسعين عاماً. واحصى ما يزيد عن ألف وأربعمائة"تلميذ
- عبدالرحمن بن القاسم
- عبدالله بن وهب
- أشهب بن عبدالعزيز القبسي
- أسد بن الفرات
- عبد الملك بن عبدالعزيز الماجشون
ومن تلاميذه مالك أيضا:
- ابن ابي اياس أبو الحسن الخرساني.
- ابن الوليد أبو يحمد الحميري
- ابن خداش أبو الهيثم المهلبي.
- أبو عبد الله اللخمي.
- سعيد ابن شعبة أبو عثمان الخرساني.
- سليمان بن جارود أبو داوود الطياليسي.
- ابن ذكوان أبو عبد الله الترميذي.
- بن حماد أبو يحي النرسي.
- بن جبلة عبدان المروزي.
- عبد الله بن نافع الزبيري.
- بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي.
وفاته بعد حياة عريضة حافلة توفي (رحمه الله) في ربيع الأول سنة 179هـ / 795مـ عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين سنة، حيث صلى عليه أمير المدينه عبدالله بن محمد بن ابراهيم العباسى وشيع جنازته واشترك في حمل نعشه ودفن في البقيع.آثاره أهم مؤلفاته وأجل آثاره كتابه الشهير الموطأ حمل نسخة من المكتبة الوقفية الذي كتبه بيده حيث اشتغل في تاليفه ما يقرب من 40سنة. وهو الكتاب الذي طبقت شهرته الآفاق واعترف الأئمة له بالسبق على كل كتب الحديث. في عهده وبعد عهده إلى عهد الامام البخارىقال الإمام الشافعى: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي رواية أكثر صوابا وفي رواية أنفع. وهذا القول قبل ظهور صحيح الالبخارى.قال البخارى "أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر "، وكثيرا ما ورد هذا الإسناد في الموطأ.قال القاضى ابو بكر بن العربى في شرح الترمذى: الموطأ هو الأصل واللباب وكتاب البخارى هو الأصل الثاني في هذا الباب، وعليهما بنى الجميعكمسلم والترمذى.يعتبر شرح الزرقاني أهم شرح له.من مؤلفاته أيضا:
- الرد على القدرية
- رسالة في القدر
- كتاب النجوم والحساب مدار الزمن
- رسالة في الاقضية في 10اجزاء
- تفسير غريب القران
وغيرها. ورويت عن الامام مالك المدونة وهي مجموعة رسائل فقهية تبلغ نحو 36الف مسألة. قال يحيى بن سعيد مالك رحمة لهذه الامة وقال أبو قدامة مالك احفظ اهل زمانه.وقال الشافعى إذا ذكر العلماء فمالك النجم.من كلماته[center] العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب. والله ما دخلت على ملك من هؤلاء الملوك حتى أصل إليه إلا نزع الله هيبته من صدري. أعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع. ما تعلمت العلم إلا لنفسي وما تعلمت ليحتاج الناس إلي وكذلك كان الناس. ليس هذا الجدل من الدين بشيء. لا يؤخذ العلم عن أربعة سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس وصاحب بدعة يدعو إلى هواه ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به. من شروح الموطأ
- الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار وشرح ذلك كله بالإيجاز والإختصار - ابن عبد البر - حمل من المكتبة الوقفية
- موسوعة شروح الموطأ: موطأ مالك - التمهيد (لابن عبد البر) - الاستذكار (لابن عبد البر) - القبس (لابن العربي) - حمل من المكتبة الوقفية
انتهى الأمام مالك بن انس رحمه الله تعالى والله تعالى اعلى واعلم يـتــبـــــع
[/center] | |
|
روح الفريد
المديره عدد المساهمات : 2401 تاريخ التسجيل : 22/03/2010 | موضوع: رد: السيره الذاتيه للائمه الاربعه الامام ((مالك _احمد ابن حنبل _ابى حنيفه_الشافعى )) الأربعاء أبريل 07, 2010 9:47 pm | |
|
ونتحدث عن الامام الجليل "احمد بن حنبل " رحمه الله تعالى
نشأته أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد الامام ابي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني في بغداد سنة 164 هجرية (780م) في شهر ربيع الأول وتنقل بين الحجاز واليمن ودمشق. سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، حتى قال فيه الإمام الشافعى : "خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".
وعن إبراهيم الحربي، قال: "رأيت أحمد ابن حنبل، فرأيت كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما يشاء ويمسك عمّا يشاء". ولم يكن ابن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا.
أبو عبد الله، أحمد بن حنبل، أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حَيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عُكابَة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، أحد الأئمة الأعلام. هكذا ساق نسبه ولده عبد الله، واعتمده أبو بكر الخطيب في ((تاريخه)) وغيره. وكان محمد والد أبي عبد الله من أجناد مرو، مات شابا له نحو من ثلاثين سنة. وربي أحمد يتيما، وقيل: إن أمه تحولت من مرو، وهي حامل به. قال صالح : قال لي أبي: ولدت سنة أربع وستين ومئة.
مذهبهمذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنيه محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي. لذا تمسك بالنص القرآني ثم بالبينة ثم بإجماع الصحابة، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة.
- منهجه العلمي ومميزات فقهه: اشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين حديث، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين.
- وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ويقول في الحج: "خذوا عني مناسككم". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.
- أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك أن الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.
- وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟". من شيوخه سفيان بن عيينة والقاضي أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي والشافعى وخلق كثير.وروى عنه من شيوخه عبد الرزاق والشافعي ومن تلاميذه البخارى ومسلم وابو داود. ومن أقرانه على بن المدينى ويحي بن معين .
محنته
اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرأن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة يحوِّل الله إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي :" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان".. وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه، لأن المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم رد الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم ، الذي امتحن الإمام، وتم تعرضه للضرب بين يديه، وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً. ولما تولى الخلافةالواثق، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق.وحين وصل المتوكل ابن المعتصم والأخ الأصغر للواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القران، ونهى عن الجدل في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكن الإمام رفض قبول عطايا الخليفة.
وفاته
توفي الإمام يوم الجمعه 12 ربيع الاول سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملؤوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.وقد دفن الإمام أحمد بن حنبل في بغداد (في جانب الكرخ قرب مدينة تسمى الكاظمية )، قبره بين مقابر المسلمين وغير معروف سوى مكان المقبرة، وقيل أنه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس، وأن جميع الطوائف حزنت على موته.
مواقفه لما كانت وقفة الإمام أحمد بن حنبل في وجه الظلم وفي وجه البدع المستحدثة التي أرادت النيل من الدين خصوصا في مسألة خلق القرأن وقفة عظيمة. وقد صمد أيضاً بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحقة والإغراء. قد قال بعض الاشعار أثناء حبسه. من أشعاره وهو في السجن:
لعمرك ما يهوى لأحمد نكبـة من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه فيعتبـر السنِّـي فينـا ويسبُـرُ شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ فيا أيها الساعي ليدرك شأوه
رويدك عـن إدراكـه ستقصِّـرُ وقد قال عنه الأمام الشافعى: أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ
مؤلفاته
خلاصةكان الإمام أحمد عليماً بالأحاديث الأمر الذي وفر له ثروة هائلة في العلم مكنته من الاستنباط. وقد ضيق باب القياس مما جعل الأحكام أقرب إلى مرامي الشارع ومقاصده المستوحاة من أعمال الرسول وأقواله. وكانت هناك حاجة ماسة إلى أحكامه، لأن العرب تفرقوا بين الأمصار التي فتحوها وفيها أمم وشعوب مختلفة. وقد قدّم الإمام أحمد الحديث على الرأي والقياس ولو كان ضعيفاً. كما أنه أكمل مشوار الشافعي من ناحية تعظيم دور السنة في البناء الفقهي، وكانت شخصية الإمام أحمد رمزاً للصمود والثبات على الإيمان الراسخ ورفض الأفكار الدخيلة على الإسلام والعقيدة الإسلامية.
| |
|
روح الفريد
المديره عدد المساهمات : 2401 تاريخ التسجيل : 22/03/2010 | |
روح الفريد
المديره عدد المساهمات : 2401 تاريخ التسجيل : 22/03/2010 | موضوع: رد: السيره الذاتيه للائمه الاربعه الامام ((مالك _احمد ابن حنبل _ابى حنيفه_الشافعى )) الأربعاء أبريل 07, 2010 9:52 pm | |
|
[b]ونتحدث عن الامام الجليل "[/b]محمد بن إدريس الشافعي[b] "رحمه الله تعالى[/b] اسمه ومولده وكنيته
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع بن سائد بن عبد الله بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف بنقصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكّي يلتقي في نسبه معرسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف بن قصى. ويؤكد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني أن نسب الإمام الشافعي من أصح الأنساب حيث قام الباحث بدراسة تحليلية لنسبه الشريف ونشرت في مجلة فكر حر البغدادية.
ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة في غزة، وقيل في عسقلان, ثم أُخِذ إلى مكة وهو ابن سنتين.
سيرته
نشأ يتيمًا في حجر أمّه في قلّة من العيش، وضيق حال، وكان في صباه يجالس العلماء، ويكتب ما يفيده في العلوم ونحوها، حتى ملأ منها خبايا، وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ثم اتّجه نحو تعلّم الفقه فقصد مجالسةالزنجى مسلم بن خالد الذي كان مفتي مكة.
ثم رحل الشافعي من مكّة إلى المدينة قاصدًا الأخذ عنأبى عبدالله مالك بن انس، ولمّا قدم عليه قرأ عليه الموطّأ حفظًا، فأعجبته قراءته ولازمه، وكان للشافعيّ حين أتى مالكًا ثلاث عشرة سنة ثم نزلب اليمن.
واشتهر من حسن سيرته، وحمله الناس على السنة، والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة. ثم ترك ذلك وأخذ في الاشتغال بالعلوم، ورحل إلى العراق وناظر محمد بن الحسن وغيرَه؛ ونشر علم الحديث ومذهب أهله، ونصر السنة وشاع ذكره وفضله وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنّف كتابًا في أصول الفقه فصنّف كتاب الرسالة ، وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه، وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطّان يعجبان به، وقيل أنّ القطّان وأحمد بن حنبل كانا يدعوان للشافعيّ في صلاتهما.
وصنف في العراق كتابه القديم ويسمى كتاب الحجة، ويرويه عنه أربعة من جلّ أصحابه، وهم أحمد بن حنبل، أبو ثور، الزعفرانى, والكرابيسى.
ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة -وقيل سنة مائتين- وحينما خرج من العراق قاصدا مصر قالو له اتذهب مصر وتتركنا فقال لهم [هناك الممات ]-وحينما دخل مصر وأشتغل في طلب العلم وتدريسه، فوجئ بكتاب اسمه الكشكول لعبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما وقرأ فيه العديد من الأحاديث النبوية التي رواها عبد الله ودونها وبناءا عليه غير الشافعى الكثير من أحكامه الفقهية وفتاواه لما أكتشفه في هذا الكتاب من أحكام قطعت الشك باليقين أو غيرت وجهة أحكامه، حتى انه حينما يسأل شخص عن حكم أو فتوى للإمام الشافعى يقال له هل تسأل عن الشافعى القديم (أي مذهبه حينما كان في العراق)أم مذهب الشافعى الحديث (أي الذى كان بمصر)، كماصنّف كتبه الجديدة كلها بمصر، وسار ذكره في البلدان، وقصده الناس من الشام والعراق واليمن وسائر النواحي لأخذ العلم عنه وسماع كتبه الجديدة وأخذها عنه. وساد أهل مصر وغيرهم وابتكر كتبًا لم يسبق إليها منها أصول الفقه، ومنها كتاب القسامة، وكتاب الجزية، وقتال اهل البغى وغيرها.
جمعه لشتى العلوم
حدث الربيع بن سليمان قال : كان الشافعي يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا إرتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا إرتفع الضحى تفرقوا، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار، ثم ينصرف، رضي الله عنه. وحدث محمد بن عبد الحكم قال : ما رأيت مثل الشافعي، كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه، وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لايقومون إلا وهم مذعنون له، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه. وكان يحفظ عشرة آلاف بيت لهذيل إعرابها ومعانيها، وكان من أعرف الناس بالتواريخ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله تعالى. قال مصعب بن عبد الله الزبيري : "ما رايت أعلم بأيام الناس من الشافعي". وروي عن مسلم بن خالد أنه قال لمحمد بن إدريس الشافعي وهو ابن ثمان عشرة سنة : "أفت أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي". وقال الحميدي : كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم، حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا.
تواضعه وورعه وعبادته
كان الشافعي رضي الله عنه مشهورا بتواضعه وخضوعه للحق، تشهد له بذلك مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس. قال الحسن بن عبد العزيز الجروي المصري : قال الشافعي : ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ، وما في قلبي من علم، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي. قال حرملة بن يحيى : قال الشافعي : كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتره حقا فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق. قال الشافعي رضي الله عنه : والله ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة. وقال أيضا : ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته وإعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني. وقال : أشد الأعمال ثلاثة : الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف. وأما ورعه وعبادته فقد شهد له بهما كل من عاشره استاذا كان أو تلميذا، أو جار، أو صديقا. قال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في صلاة. وقال أيضا : قال الشافعي : والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة. وقال : أيضا : كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء : الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام.
فصاحته وشعره وشهادة العلماء له
لقد كان الشافعي رضي الله عنه فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته، ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة وإطلاعه الواسع حتى أضحى يرجع إليه في اللغة والنحو. قال أبو عبيد : كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة. وقال أيوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة. قال الأصمعي : صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس. قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي من أفصح الناس، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحا. وقال أحمد بن حنبل : ما مس أحد محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة. حدث أبو نعيم الاستراباذي، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته - التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة - لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام.
سخاؤه
أما سخاؤه فقد بلغ فيه غاية جعلته علما عليه، لا يستطيع أحد أن يتشكك فيه أو ينكره، وكثرة أقوال من خالطه في الحديث عن سخائه وكرمه. وحدث محمد بن عبد الله المصري قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد. قال عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام، فقال لي الشافعي : أفلست في عمري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي وكثيري، حتى حلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط. قال الربيع : كان الشافعي إذا سأله إنسان يحمرّ وجهه حياء من السائل، ويبادر بإعطائه.
تلاميذه
تلاميذه كثر، ونذكر منهم الأبرز والأشهر. من تلاميذه في العراق: 1- الإمام أحمد بن حنبل 2- أبو ثور 3- الكرابيسى من تلاميذه في مصر: 1- الإمام أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطى 2- الإمام المزنى 3- الربيع المرادى
من قصائده
أأنثر درا بين سارحة البهم وأنظم منثوراً لراعية الغنم لعمري لئن ضيعـت في شر بلدةٍ فلست مضيعاً فيهـم غـرر الكلـم لئن سـهل الله العزيز بلطفه وصادفـت أهــلاً للعلوم وللحكم بثثت مفيداً واستـفدت ودادهم وإلا فمكنون لدى ومكتـتـم ومـن منح الجهال علما أضاعه ومـن منع المستوجبين فقد ظلم
وله أيضا:
اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجئ تكلفا ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سراً قد كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وله أيضاً :
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لهجانـا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضآً عيانا
كما أن له في ذكر آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القران أنزله يكفيكم من عظيم الشأن أنكم من لم يصلي عليكم لا صلاة له وأيضا في حب أهل بيت النبي (عليه الصلاة والسلام):
لو فتشوا قلبي لألفوا بــه سطــرين قد خُطّا بلا كاتبِ العدل والتوحيد في جانبٍ وحب أهل البيت في جانبِ
وأيضا في دعوته لحب آل بيت النبي(صلى الله عليه وسلم):
يا راكباً قف بالمحصــب من منى واهتف بساكن خيفها والناهضِ سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائـض إن كان رفضـاً حـب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافض
كما قال حول مقتل الحسين (رضي الله عنه) سبط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):
تأوّه قلبــي والفؤاد كئيـب وأرّق نومي فالسهاد عجيبُ ومما نفى نومي وشــيب لومتــي تصاريف أيـامٍ لهـن خطــوبُ فمن مبلغ،ٌ عني الحسـين رســالةً وإن كرِهَتْــها أنفــسٌ وقلوبُ ذبيحٌ، بلا جـرمٍ كــأنّ قميصـه صبيــغ بماء الأرجوان خضيب فللسيف إعــوال وللــرمــح رنّة وللخيل من بعد الصهيل نحيب تزلزلت الدنيـا لآل محــمــدٍ وكادت لهم صمّ الجبال تذوب وغارت نجوم واقشعـرت كواكــب وهتك أستارٍ وشـُق جيـوب يُصلّى على المبعوث مـن آلِ هاشــمٍ ويُغزى بنــوه إن ذا لعجيـب! لئــن كـان ذنـبي حــب آل محمدٍ فذلك ذنب لســت عنه أتـوب هم شُفعــائي يوم حشــري وموقفـي إذا ما بدت للنـاظرين خطوب
وله أيضا ً :
إذا المرء أفشـى سـره بلسـانه ولام علـيه غــيره فـهو أحـمـق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السـر أضيق
ومن أشعاره أيضا :
ولولا الشعر با لعلماء يزرى لكنت اليوم أشعر من لبيد وأشجع في الوغى من كل ليث وآل مهلب وأبى يزيد ولولا خشية الرحمن ربى لأحشرت الناس كلهمو عبيدى
وأيضا له:
فقيها وصوفيا فكن ليس واحداً فإنى وحق الله ايك انصح فذلك قاس لم يذق قلبه تقي وهذا جهول كيف ذو الجهل يصلح
مصنفاته
- كتاب الأم.
- الرسالة في أصول الفقه، وهي أول كتاب صنف في علم أصول الفقه.
- اختلاف الحديث
- أحكام القرآن
- الناسخ والمنسوخ
- كتاب القسامة.
- كتاب الجزية.
- قتال أهل البغي.
- سبيل النجاة.
- 111 ديوان شعر.
وفاته
تُوفّي بمصر سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة.
قال تلميذه الربيع : توفّي الشافعي ليلة الجمعة بعد المغرب وأنا عنده، ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين، وقبره بمصر.
هذا والله تعالى اعلى واعلم
وقد انتهت السيره الذاتيه هي ليست كامله ولكن تعريفا بالأئمة الاربعه مبسطاَ بهم .
| |
|
فرحة قلب مشرف مميــز
عدد المساهمات : 868 تاريخ التسجيل : 07/07/2010
| |