طوفان بشري في المدن المصرية للمطالبة بإسقاط النظام ومؤيدو الرئيس يتحركون

طوفان بشري في المدن المصرية للمطالبة بإسقاط النظام ومؤيدو الرئيس يتحركون

مبارك لن يترشّح بعد ولايته وأوباما يشدّد على "التغيير الآن"

المستقبل - الاربعاء 2 شباط 2011 - العدد 3901 -

القاهرة

في اليوم الثامن من التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها مختلف المدن المصرية أمس، أطلّ الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة متلفزة خاطب فيها الشعب المصري تحت ضغط طوفان بشري معارض في ميدان التحرير حيث تجمع أكثر من مليون شخص هتفوا طيلة النهار بسقوط الرئيس، معلناً أنه سيختم ولايته في الخريف المقبل وأن مسؤوليته هي "انتقال سلمي للسلطة".
وبعد خطاب الرئيس المصري أمس، ألقى الرئيس الأميركي باراك اوباما كلمة من البيت الأبيض أعلن فيها أن العالم يشهد على بدء صفحة جديدة في مصر، وأن الرئيس مبارك يدرك انه لا بد من حدوث تغيير في البلاد.
وأضاف اوباما بعد وعد مبارك بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة، ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم اي عون لمساعدة الشعب المصري في اعقاب الاحتجاجات، وأنه يحض الجيش المصري على مواصلة جهوده لضمان أن يمر وقت التغيير في مصر من دون عنف.
وكان مسؤول أميركي ذكر ان الرئيس الأميركي تحادث هاتفياً مع نظيره المصري لنحو 30 دقيقة اثر اجتماع ترأسه في البيت الابيض وضم كبار اعضاء فريقه للامن القومي، اثر الخطاب الذي ألقاه مبارك أمس وقال فيه انه لن يترشح للانتخابات المقبلة في ايلول (سبتمبر) المقبل لكنه مصمم على اكمال ولايته الرئاسية حتى نهايتها.
وشهد ليل أمس انطلاق تظاهرة حاشدة مؤيدة للرئيس المصري بعد خطابه المتلفز طالب المشاركون فيها الرئيس مبارك بالمضي قدماً في طريق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي جنباً الى جنب شعبه، رافعين لافتات تندد ببعض الشخصيات التي ظهرت أخيراً على الساحة السياسية المصرية وتبنت اجندات سياسية خارجية.
الرئيس المصري الذي أكد مساء أمس عزمه على استكمال ولايته الرئاسية حتى الخريف المقبل، قال انه "يتعهد خلال ما بقي" من ولايته العمل لتسهيل اجراء تعديلات دستورية تتعلق بالترشيحات للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا انه "سيموت على ارض مصر".
وإذ اكد انه لم يكن ينوي ولا ينوي الترشح لولاية جديدة، دعا مبارك الى اجراء تعديلات دستورية توسع هامش الترشح لرئاسة الجمهورية، وقال "هذا عهدي الى الشعب خلال ما بقي من ولايتي كي اختمها بما يرضي الله والوطن وابناءه".
وأضاف في تأكيد لاستعداده لتسليم منصب الرئاسة في نهاية ولايته ان "مسؤولياتي الاولى الآن هي استعادة امن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في اجواء تحمي مصر والمصريين وتتيح تسلم المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة".
كما اكد الرئيس المصري انه يرفض النفي تماماً عندما اكد ان مصر هي الوطن الذي "دافعت عنه وسأموت فيه". وقال كأنه يتوجه الى المتظاهرين ان "حسني مبارك الذي يتحدث اليكم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها(..) ان هذا الوطن العزيز وطني عشت وحاربت من اجله ودافعت عنه وسأموت على ارضه وسيحكم التاريخ بما لي وما عليّ".
ورفض ألوف المحتجين أمس الاقتراحات التي تقدم بها مبارك في كلمة إلى الشعب أذاعها التلفزيون.
وقال الرئيس المصري في كلمته إنه سيدعو مجلسي البرلمان إلى مناقشة تعديل المادتين 76 و77 من الدستور وهما المادتان المتعلقتان بشروط الترشح لمنصب رئيس الدولة ومدد الرئاسة.
وأوضح فيتور ان اوباما تابع الخطاب الذي القاه نظيره المصري في وقت كان مجتمعا مع كبار مسؤولي فريقه للامن القومي لبحث الوضع في مصر.
واضاف ان الاجتماع الذي جرى في القاعة الفائقة الحماية الواقعة في الطابق السفلي للبيت الابيض استمر قرابة ساعة وربع ساعة.
وكان مسؤول اميركي كبير قال لـ"فرانس برس" مساء أمس ان اعلان الرئيس المصري انه لن يترشح للانتخابات المقبلة كلام "مهم" لكنه قد لا يكون كافيا لتلبية مطالب المتظاهرين.
وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته ان "ما اعلنه الرئيس (المصري) مهم، ولكن ينبغي معرفة ما اذا كان سيرضي مطالب الناس الموجودين في ميدان التحرير". واضاف "من الواضح ان هذه الحركة تصبح اقوى ولن تتوقف".
أما محمد البرادعي الذي أفادت مصادر سياسية مصرية موثوقة أنه تلقى اتصالات هاتفية من مسؤولين وديبلوماسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاستطلاع رأيه في مرحلة "ما بعد مبارك"، فأكد في تصريحات لقناة "الحرة" انه "مع خروج آمن" للرئيس المصري، موضحاً ان المعارضة تريد ان تطوي صفحة الماضي ولا تريد محاسبة مبارك عما حدث في عهده، مشيرا الى انها ستقول "عفا الله عما سلف".
واعلنت قوى المعارضة الرئيسية ومن بينها البرادعي و"الاخوان المسلمون" رفض التفاوض مع الدولة "قبل ان يرحل رئيس الجمهورية عن منصبه".
وأفادت مصادر سياسية مصرية موثوقة أن البرادعي تلقى اتصالات هاتفية من مسؤولين وديبلوماسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاستطلاع رأيه في مرحلة "ما بعد مبارك" في مصر.
وأشارت المصادر الى ان "البرادعي عرض اقتراحين الاول هو تشكيل مجلس رئاسي مؤقت مكون من ثلاثة اشخاص احدهما عسكري والاخران مدنيان، والاقتراح الثاني هو ان يصبح اللواء عمر سليمان رئيسا مؤقتا ربما بتفويض من مبارك خلال فترة انتقالية تشهد حل مجلسي الشعب والشورى واعداد دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات نيابية ورئاسية حرة بعد اقرار هذا الدستور".
واوضح المصدر ان "البرادعي يميل الى الخيار الثاني".
واعلن البيت الابيض أمس ان سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة مارغرت سكوبي تحدثت هاتفيا مع البرادعي، وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الحديث مع البرادعي جرى في اطار اتصالات مع مختلف مجموعات المعارضة المصرية.
وكان اوباما طلب من مبارك عدم الترشح مجدداً في رسالة نقلها اليه سفير اميركي سابق في مصر فرانك ويزنر حسبما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" امس.
واعتبرت الصحيفة ان "الرسالة التي نقلها ويزنر.. ليست طلبا مباشرا لكي يتخلى (مبارك) فورا عن السلطة، لكنها تنصحه بالبدء بعملية اصلاح تتوج بانتخابات حرة ونزيهة في ايلول (سبتمبر) المقبل لانتخاب رئيس مصري جديد".
داخلياً، أطلق نائب الرئيس المصري عمر سليمان جولة اتصالات برموز المعارضة برغم اعلان رفضهم الحوار الا بعد رحيل مبارك.
وعقد قادة الاحزاب وقوى المعارضة الرسمية والشعبية اجتماعا في مقر حزب الوفد تحت اسم "الائتلاف الوطني للتغيير" واتخذوا قرارا برفض الحوار مع النظام الحاكم الا بعد تخلي مبارك عن السلطة.
وكان من المتوقع امس ان يتجه المتظاهرون في مسيرة الى قصر الرئاسة على بعد 15 كيلومترا لحصاره، الا انه تم الغاء المسيرة على لسان البرادعي دون اعلان السبب.
وذكر التلفزيون الرسمي ان سليمان بدأ بالفعل حوارا مع المعارضة. فيما قال مصادر ان سليمان اتصل هاتفيا برئيس حزب الوفد السيد البدوي.
وقال تلفزيون العربية أمس، ان وزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي سيحال الى النيابة العسكرية. ولم يرد على الفور اي تأكيد للنبأ او مزيد من التفاصيل.
ميدانياً، امتدت التظاهرات خارج القاهرة التي تجمع في ميدان التحرير فيها أكثر من مليون متظاهر، حيث تظاهر أكثر من ربع مليون في الاسكندرية وعشرات الالاف في ثلاث مدن في دلتا النيل هي المنصورة وطنطا والمحلة الكبرى.
ورفع المتظاهرون الاعلام المصرية ورددوا هتافات تدعو الى رحيل الرئيس المصري.
وفي مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية في الدلتا أفاد شهود بأن نحو مئة ألف محتج على بقاء مبارك في الحكم تظاهروا.
وفي مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية في الدلتا، أفاد شهود بأن نحو عشرة آلاف محتج تدفقوا إلى الشوارع ومدينة المحلة الكبرى المشهورة بصناعة الغزل والنسيج في المحافظة مطالبين برحيل مبارك.
وأبدى المحتجون اطمئناناً تاماً الى جنود الجيش المصري المتمركزين بدباباتهم في ميدان التحرير وخصوصاً ان الجيش تعهد في بيان رسمي مساء الخميس انه "لم ولن يستخدم القوة ضد الشعب المصري" واصفاً مطالبهم بانها "مشروعة".
ودعت حركة دعم البرادعي الى تظاهرة مليونية كذلك في ميدان محطة مصر بحي محرم بك في الاسكندرية (شرق المدينة). ودعت خمسون منظمة حقوقية مصرية في بيان مشترك صباح امس الرئيس المصري الى "الانسحاب حقناً لدماء المصريين".
وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دعمه التغيير في مصر ولكن عبر الحوار، مبدياً استعداده لتولي اي منصب لخدمة بلاده اذا طلب منه ذلك.
لكن موسى لم يتخذ موقفاً مباشراً من المطالبة بتنحية الرئيس مبارك. وقال ان "هذا المطلب يجب ان يكون محل حوار وان تسير الامور بسلاسة وسلام وبلياقة".
وعن التظاهرات، قال موسى "أنا أؤيد وأعجب بهذه التظاهرات وبهذا الشباب واحيي هذه المواقف واطالب بهذا الحوار". ورداً على سؤال عن امكان ان يكون رئيساً لمصر في المستقبل او ان يقود بلاده في مرحلة انتقالية، شدد موسى على انه مستعد لخدمة مصر "في اي موقع".
وقالت شركة غوغل أمس، إن مدير التسويق في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مفقود في مصر.
وأضافت اكبر شركة للبحث على الانترنت في العالم ان مدير التسويق وائل غنيم شوهد آخر مرة يوم الخميس في وسط القاهرة التي تهزها احتجاجات مناهضة للحكومة.
وفي ردود الفعل، طلبت الولايات المتحدة من طاقم سفارتها في القاهرة المغادرة. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي في بيان "ان وزارة الخارجية أمرت جميع الموظفين غير الضروريين في حكومة الولايات المتحدة بمغادرة مصر مع عائلاتهم بسبب الاحداث التي تشهدها مصر".
واعتبر عضو اميركي في مجلس الشيوخ أمس ان الجيش المصري قادر على منع قيام دولة اسلامية في مصر، مؤكدا ان على الولايات المتحدة الا "تخجل" من دعم هذا الجيش.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام "على كل اميركي ان يقدر كوننا قدمنا لأعوام مساعدة الى الجيش المصري على صعيد العتاد والتدريب لأن هذا الجيش هو ورقتنا الرابحة في العالم ليضمن لنا ان مصر لن تصبح دولة متطرفة".
وقال قائد القوات المركزية الأميركية أمس إن الولايات المتحدة ستستجيب "دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا" إزاء اي إغلاق لقناة السويس على الرغم من أن هذه خطوة تبدو غير معقولة.
واضاف الجنرال جيمس ماتيس "حينما تنظر إلى الأثر المالي لذلك (إغلاق القناة) على أي طرف في السلطة في مصر، فإنني لا أستطيع تخيل الدافع وراء ذلك الإغلاق".
وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية أمس بوقف "حمام الدم". ونقلت شبكة "أوروبا واحد" عن الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو "يجب وقف حمام الدم (في مصر). سقط قتلى وجرحى. يجب أن يتوقف ذلك".
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نظام مبارك الى "تلبية ارادة شعبه في التغيير بدون تردد". كما اعلن اردوغان ارجاء زيارة كانت مقررة الاسبوع المقبل لمصر بسبب الاحداث في هذا البلد.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس أنه سيشجع المصريين على صياغة حكومة ذات قاعدة عريضة واعتماد تغيير حقيقي واضح يؤدي إلى انتقال منظم للسلطة في مصر.
وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان على المجتمع الدولي ان يطلب من اي حكومة مصرية جديدة احترام معاهدة السلام التي ابرمت مع اسرائيل قبل ثلاثين عاماً.

» موسوعة المدن الأندلسية....متجدد
» مظاهرة أمام «القضاء العالي» للمطالبة بالإفراج عن متهمي العمرانية
» اغرب المدن العربية حقيقى رائعة
» كلمة الرئيس حـسـنـي مــبـارك فى عيد الـنـصـر ....عام 1981
» توقعات سياسية بتصاعد المواجهات بين النظام و«الإخوان