الــفــــــــــــــــــــــــalfrid 1ـــــــــــريــــد
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم،
أخي الزائر

ربما تكون هذه هي زيارتك الأولى لمنتدانا


فالمنتدى غير أي منتدى


نُقدر دائماً مشاركتك معنا بعد تسجيل عضويتك


ومن الممكن أن تكون أحد ( أسرة الفـريد1 )
الــفــــــــــــــــــــــــalfrid 1ـــــــــــريــــد
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم،
أخي الزائر

ربما تكون هذه هي زيارتك الأولى لمنتدانا


فالمنتدى غير أي منتدى


نُقدر دائماً مشاركتك معنا بعد تسجيل عضويتك


ومن الممكن أن تكون أحد ( أسرة الفـريد1 )
الــفــــــــــــــــــــــــalfrid 1ـــــــــــريــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الــفــــــــــــــــــــــــalfrid 1ـــــــــــريــــد

منتدى اسلامى مصرى عربى يحترم جميع الدينات السماويه والعقائد ويدعو للعلم والمعرفه والتواصل والترابط العربى
 
الرئيسيةدخولالبوابةأحدث الصورالتسجيل
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كتاب عن محاسبة التكاليف للمحاسبين
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء مايو 12, 2015 7:15 pm من طرف koukoure

» تحميل كتاب كفاحي .آدولف هتلر
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالجمعة مايو 09, 2014 7:25 pm من طرف samo

»  كتاب ممتع عن نظم الأعداد والبوابات المنطقية, وخاصة لطلبة plc
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالإثنين يونيو 10, 2013 8:20 pm من طرف الحكمة

» لتركيب أغنيه على صور- برنامج تركيب الصور على الاغانى
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء مارس 12, 2013 12:49 am من طرف alaa

»  ثمانية كتب تؤهلك لتصبح محترف تمديد شبكات حاسب و بالعربي %100
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء مارس 12, 2013 12:36 am من طرف alaa

» اسرار لوحة مفاتيح جهاز كمبيوتر
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء مارس 12, 2013 12:32 am من طرف alaa

» كتاب تصميم قواعد البيانات Pl-sql
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالأربعاء يوليو 25, 2012 11:19 am من طرف adel sulami

» كتاب حكايات الف ليلة وليلة كاملة
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالسبت يونيو 16, 2012 10:52 pm من طرف mouna love

» صفوة التفاسير (محمد علي الصابوني) بصيغة Exe (تفسير مبسط جمع الكثير من التفاسير الأخرى
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالإثنين مايو 07, 2012 10:24 am من طرف naceromar

» الفساد الاقتصادي أنواعه
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالخميس مايو 03, 2012 7:01 am من طرف انور المرسى

منتدى
 
 
 
 

أسرة منتدى الفريد1 تحت شعار وطن واحد قلب واحد

تتقدم بخالص الأسى والحزن لما الت اليه مصر

والشعب المصرى من فوضى وخراب ودمار لكل مصر والمصرين

بأسم الاصلاح والتغير

والتغرير بشباب مصر من جهات مختلفة داخليه وخارجيه

كل همها زعزعة امن واستقرار مصر والتسلق للسلطة

اننا مصريون احرار نسعى بكل حب للتغير والاستقرار

ولكن بدون ارقاة دماء او خراب اقتصادى نحن فقط من سيتحملة

هذة مصرنا وطننا وامل ابنائنا

فلا تدعو المغرضين ينالون منا ومن امننا

دعونا نتكاتف من اجل البقاء والبناء

لا من اجل مبارك او جمال او علاء

بل من اجل رفعة مصر والارتقاء

لالالالالالالالالالالالالالالالا

لا للتخريب

لا لقلب نظام الحكم

لا للحقدين

لاللبردعى والعملاء المنشقين

لا للاخوان والسنين فجميعنااااااااا

مصرين

التبادل الاعلاني

منتدى الفـــــــــــريـد يرحب بكم دائما ويتمنى لكم كل المتعه والفائده ويرحب بالاراءالبناءة لتطوير المنتدى واثرائه بأكبر كم من المعلومات النافعه فى كافة المجالات مع تحياتى للجميع



دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 119 بتاريخ الإثنين أغسطس 07, 2017 6:50 am
منتدى
 
 
 
 

أسرة منتدى الفريد1 تحت شعار وطن واحد قلب واحد

تتقدم بخالص الأسى والحزن لما الت اليه مصر

والشعب المصرى من فوضى وخراب ودمار لكل مصر والمصرين

بأسم الاصلاح والتغير

والتغرير بشباب مصر من جهات مختلفة داخليه وخارجيه

كل همها زعزعة امن واستقرار مصر والتسلق للسلطة

اننا مصريون احرار نسعى بكل حب للتغير والاستقرار

ولكن بدون ارقاة دماء او خراب اقتصادى نحن فقط من سيتحملة

هذة مصرنا وطننا وامل ابنائنا

فلا تدعو المغرضين ينالون منا ومن امننا

دعونا نتكاتف من اجل البقاء والبناء

لا من اجل مبارك او جمال او علاء

بل من اجل رفعة مصر والارتقاء

لالالالالالالالالالالالالالالالا

لا للتخريب

لا لقلب نظام الحكم

لا للحقدين

لاللبردعى والعملاء المنشقين

لا للاخوان والسنين فجميعنااااااااا

مصرين

منتدى
 
 
 
 

أسرة منتدى الفريد1 تحت شعار وطن واحد قلب واحد

تتقدم بخالص الأسى والحزن لما الت اليه مصر

والشعب المصرى من فوضى وخراب ودمار لكل مصر والمصرين

بأسم الاصلاح والتغير

والتغرير بشباب مصر من جهات مختلفة داخليه وخارجيه

كل همها زعزعة امن واستقرار مصر والتسلق للسلطة

اننا مصريون احرار نسعى بكل حب للتغير والاستقرار

ولكن بدون ارقاة دماء او خراب اقتصادى نحن فقط من سيتحملة

هذة مصرنا وطننا وامل ابنائنا

فلا تدعو المغرضين ينالون منا ومن امننا

دعونا نتكاتف من اجل البقاء والبناء

لا من اجل مبارك او جمال او علاء

بل من اجل رفعة مصر والارتقاء

لالالالالالالالالالالالالالالالا

لا للتخريب

لا لقلب نظام الحكم

لا للحقدين

لاللبردعى والعملاء المنشقين

لا للاخوان والسنين فجميعنااااااااا

مصرين

التبادل الاعلاني

منتدى الفـــــــــــريـد يرحب بكم دائما ويتمنى لكم كل المتعه والفائده ويرحب بالاراءالبناءة لتطوير المنتدى واثرائه بأكبر كم من المعلومات النافعه فى كافة المجالات مع تحياتى للجميع



مكتبة الصور
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
منتدى
 
 
 
 

أسرة منتدى الفريد1 تحت شعار وطن واحد قلب واحد

تتقدم بخالص الأسى والحزن لما الت اليه مصر

والشعب المصرى من فوضى وخراب ودمار لكل مصر والمصرين

بأسم الاصلاح والتغير

والتغرير بشباب مصر من جهات مختلفة داخليه وخارجيه

كل همها زعزعة امن واستقرار مصر والتسلق للسلطة

اننا مصريون احرار نسعى بكل حب للتغير والاستقرار

ولكن بدون ارقاة دماء او خراب اقتصادى نحن فقط من سيتحملة

هذة مصرنا وطننا وامل ابنائنا

فلا تدعو المغرضين ينالون منا ومن امننا

دعونا نتكاتف من اجل البقاء والبناء

لا من اجل مبارك او جمال او علاء

بل من اجل رفعة مصر والارتقاء

لالالالالالالالالالالالالالالالا

لا للتخريب

لا لقلب نظام الحكم

لا للحقدين

لاللبردعى والعملاء المنشقين

لا للاخوان والسنين فجميعنااااااااا

مصرين

اهداء

 

مــصــر

مصر3حروف بكل الحروف

كانت الأم والحضن الدافى والأمان مالخوف

وفجاءة وفى لمح البصر تمنا وصحينا على كابوس

دمار وخراب وسلب ونهب ومستقبل مش معروف

غلبنا الهمج مع التتار فى جبروت الدمار

وبحجة تغير النظام غلبنا البراكين والأعصار

والكارثه بيقولووووووووووووو

مصرين احراااار!!!!!!!!!!!!!

f ابوزيد

من بورسعيد

مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      
اليوميةاليومية

 

 (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
كاتب الموضوعرسالة
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:06 pm


الشاب الظريفهو محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شمس الدين، الشاب الظريف
من شعراء العصر المملوكي
ولد سنة 661 هـ / 1263 م ـ توفي سنة 688 هـ / 1289 م
شاعر مترقق، مقبول الشعر ويقال له أيضاً ابن العفيف نسبة إلى أبيه الذي عرف (بعفيف الدين التلمساني) وكان شاعراً أيضاً.
ولد وتوفي بالقاهرة، وكان صوفياً.

بعض قصائده
كلاما ناعما

قُلْ لِي وَلَو كَذِباً ، كَلاماً نَاعِمـاً

قَدْ كَـانَ يَقْتُلَـنِي بِكَ التمْثَـالُ

مَا زِلْتِ فِي فَنّ المَحَـبَّةِ .. طِفْلـَةً

بَيْنِـي وَبَيْنِـكِ أبْحُـرٌ وَجِبَـالُ

لَمْ تَسْتَطِيـعِي بَعْـدُ أَنْ تَتَفَهَّـمِي

أنَّ الرِجَـالَ جَمِيعَـهُمْ .. أطفَـالُ

إنِّي لأرْفُـضُ أَنْ أكُـوْنَ مُهَرِّجـاً

قَـزْمـاً عَلَى كَلِمَـاتِهِ يَحْتَـالُ

فَإذَا وَقَفـْتُ أمَامَ حسْنِكِ صَامِتـاً

فَالصَّمْتُ فِي حَرَم الجَمَالِ .. جَمَالُ

كَلِمَتُنَا فِي الحُّـبِّ .. تَقْتُلُ حُبَّنَـا

إنَّ الحُروفَ تَمُوتُ حِيـنَ تُقَـالُ

...

كلنا عشاق
لا تُخْفِ مَا صَنَعَتْ بِكَ الأَشْـوَاقُ

وَاشْـرَحْ هَـوَاكَ فَكُـلُّنَا عُشَّـاقُ

قَدْ كَانَ يُخْفِي الحُبَّ لَوْلاَ دَمْعُـكَ

الجَـارِي وَلَـوْلا قَلْبُـكَ الخَفَّـاقُ

فَعَسَى يُعِينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَـوَى

فِـي حَمْلِـهِ فَالعَاشِـقُونَ رِفَـاقُ

لاتَجْـزَعَـنَّ فَلَسْـتَ أَوَّلَ مُغْـرَمٍ

فَتَكَـتْ بِهِ الوَجْنَـاتُ وَالأَحْـدَاقُ

وَاصْبِرْ عَلَى هَجْرِ الحَبِيـبِ فَرُبَّـمَا

عَادَ الوِصَـالُ وَلِلهـَوَى أَخْـلاقُ

يَـارَبّ قَدْ بَعـُدَ الـذينَ أُحِبُّـهُمْ

عَنِّـي وَقَد أَلِـفَ الرِّفَـاقَ فـِرَاقُ

وَاسْـوَدَّ حَظِّـي عِنْدَهُمْ لَمَّا سَـرَى

فِيـهِ بِنَـارِ صَبَـابَتِـي إِحْــرَاقُ
...

هجرك والنوى
مَـا بَيْـنَ هَجْـرِكَ والنَّـوَى

قَدْ ذُبْتُ مِـنْ أَلَـمِ الجَـوَى

وَحَـيـاةِ حُـبِّـك لا سَـلا

قَلْـبُ الـمُحـبِّ وَلا نَـوَى

يَـا مَـنْ حَكَـى بِقَـوامِـهِ

قَـدَّ القَضِيـبِ مُـذِ الْتَـوَى

لِـي نَـاظِــرٌ ظَـامٍ إِلَـى

لُقْـيَـاكَ بِالـدَّمْـعِ ارْتَـوَى

يـا أَحْــوَراً عُـلِّـقْـتُـهُ

أَحْـوى لِرقِّـي قَـدْ حَـوَى

يـا فَـاتِـنِـي بِمَعـاطِـفٍ

سَجَدتْ لَها قُضُـبُ اللِّـوَى

كَـمْ لِـي دُيـونٌ عِـنْــدَ

صُدْغِكَ قَـدْ لَواهَـا وَالْتَـوَى

مَنْ قـاسَ قَـدَّكَ بِالقضيـبِ

رَشَـاقَـةً فَـلَـقَـدْ غَـوَى

ما أَنْـتَ عِنْـدِي وَالقَضيـبُ

اللَّـدْنُ فِـي حَـدٍّ سَـوَى

هَـذاك حَـرَّكَــهُ الهَـواءُ

وأَنْـتَ حَـرَّكْـتَ الهَـوَى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:08 pm


ابن الفارض
هو عمرو بن علي بن مرشد بن علي الحموي ، ولد وعاش وتوفى بمصر، الملقب شرف الدين بن الفارض
من شعراء العصر الأندلسي
ولد سنة 576 هـ / 1181 م ـ توفي سنة 632 هـ / 1235 م
شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود)، اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج، وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.
ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.
وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال، وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.

بعض قصائده
هل نار ليلى
هَل نَارُ لَيلَى بَدَتْ لَيلاً بِـذي سَلَـمِ

أَمْ بَارِقٌ لاَحَ فِي الـزَّورَاءِ فالعَلَـمِ

أَرْوَاحَ نَعمانَ هَـلاَّ نَسمـةٌ سَحَـراً

وَمَـاءَ وَجـرةَ هَـلاَّ نَهْلـة بفَـمِ

يا سَائِق الظعّنِ يَطوِي البِيدَ مُعتسِفـاً

طَيَّ السّجلّ بِذاتِ الشّيحِ من إضَـمِ

عُجْ بالحِمَى يا رَعـاكَ اللهُ مُعْتَمِـداً

خَميلةَ الضّالِ ذَاتَ الرّنـدِ والخُـزُمِ

وقِفْ بسلعٍ وسل بالجزع هَل مُطِرَت

بالـرَّقْمَتَيْـنِ أُثَيْـلات بِمُنْسَجِـمِ

ناشدتُكَ اللهَ إن جُزْتَ العَقِيقَ ضُحىً

فاقْرَ السَّلاَمَ عليهِمْ غيـرَ مُحْتَشِـمِ

وقُلْ تَركْتُ صريعاً فِـي دِيَارِكُـمُ

حيّاً كمَيْتٍ يُعيـرُ السُّقْـمَ للسّقَـمِ

فَمِنْ فُؤادِي لَهيبٌ نَابَ عَن قَبَـسٍ

ومِن جُفُونِيَ دَمْعٌ فَـاضَ كالدِّيَـمِ

وهذه سُنَّـةُ العُشَّـاقِ مـا علِقـوا

بِشَادِنٍ فخَلاَ عُضْـو مـن الألَـمِ

يا لائِماً لاَمَنِي فِي حُبِّهِـمْ سَفَـهاً

كُفّ المَلامَ فَلوْ أَحبَبْـتَ لَـم تَلُـمِ

وَحُرْمَةِ الوَصْلِ والوِدّ العَتِيق وبالعَهْدِ

الوَثِيق وَمَا قَد كَـانَ فِـي القِـدَمِ

مَا حُلْتُ عَنهمْ بسُلْـوَانٍ ولا بَـدَلٍ

لَيسَ التَّبَدُّلُ والسُّلـوَانُ مِن شِيَمـي

رُدُّوا الرُّقَاد لِجَفنِـي عَلَّ طَيْفَكُـمُ

بِمضجِعِي زَائِر فِي غَفلـةِ الحُلُـمِ

آهاً لاِيَّامِنا بالخَيـف لَـو بَقِيَـتْ

عَشْراً وواهاً عَليها كَيفَ لَـم تَـدُمِ

هَيهَاتِ وَا أَسَفِي لَو كَـانَ يَنفَعُنِـي

أَو كَانَ يُجدِي عَلَى مَا فَاتَ وا نَدَمِي

عَنِّي إِلَيكُمْ ظِبَـاءَ المُنْحَنَـى كرَمـاً

عَهِدْتُ طَرْفِيَ لَم يَنْظـرْ لغَيْرِهـمِ

طَوعاً لِقَاضٍ أَتَى فِي حُكْمِهِ عَجَبـاً

أَفْتَى بسَفْكِ دَمِي فِي الحِلِّ والحَـرَمِ

أَصَمَّ لَم يَسمَعِ الشَّكوَى وَأَبكَمَ لَـم

يُحِر جَوَاباً وَعَن حَالِ المَشوقِ عَمِي

...

ذكر الحبيب
شَرِبْنَا عَلى ذِكْرِ الحبيـبِ مُدامَـةً

سَكِرْنَا بِها مِن قَبل أَن يُخلق الكَرْمُ

لَها البَدرُ كأسٌ وهيَ شَمسٌ يُدِيرُهَا

هِلالٌ وَكَم يَبدو إذا مُزِجَتْ نَجْـمُ

وَلَولا شذَاها ما اهتدَيـتُ لِحانِهـا

وَلَولا سَناهَا مَا تَصَوَّرهـا الوَهْـمُ

وَلَم يُبْقِ مِنهَا الدَّهْرُ غَيـرَ حُشاشَـةٍ

كَأَنَّ خَفاها فِي صُدور النُّهَى كتْـمُ

فَإِن ذُكِرَتْ فِي الحَيِّ أَصبَحَ أَهلُـهُ

نَشاوَى وَلا عَارٌ عَلَيهِـمْ وَلا إِثْـمُ

وَمِنْ بَينِ أَحشاءِ الدَّنانِ تَصاعَـدتْ

وَلَم يَبْقَ مِنهَا فِي الحقِيقَة إلاَّ اسْـمُ

وَإِن خَطَرَتْ يَوماً عَلى خاطرِ امرىءٍ

أَقَامَتْ بِهِ الأَفراحُ وَارتَحـلَ الهَـمُّ

وَلَو نَظَرَ النُّدْمَـانُ خَتـمَ إنائِهـا

لأَسكَرَهُمْ مِن دُونِهـا ذَلكَ الخَتْـمُ

وَلَو نَضحوا مِنهَا ثَرَى قَبـرِ مَيِّـتٍ

لَعادَتْ إِلَيهِ الرُّوحُ وانتَعَشَ الجِسْـمُ

وَلَو طَرَحُوا فِي فَيءِ حائِطِ كَرْمِهـا

عَليلاً وَقَد أَشفَى لَفَارَقَـهُ السّقْـمُ

وَلَو قَرَّبُوا مِن حانِها مُقْعَـداً مَشَـى

وَتنطِقُ مِن ذِكْرَى مَذاقَتِها البُكْـمُ

وَلَو عَبِقَتْ فِي الشَّرقِ أَنفاسُ طِيبِها

وَفِي الغَربِ مَزكومٌ لَعادَ لَهُ الشَّـمُّ

وَلَو خُضِبت مِن كَأسِها كَفُّ لامسٍ

لَمَا ضَلَّ فِي لَيْلٍ وَفِي يَـدِهِ النَّجْـمُ

وَلَو جُليتْ سِرّاً عَلى أَكمَـهٍ غَـدا

بَصيراً وَمن رَاووقِها تَسْمَعُ الصُّـمُ

وَلَو أَنَّ رَكْباً يَمَّمُوا تُـرْبَ أَرْضِـهَا

وَفِي الرَّكبِ مَلسوعٌ لَمَا ضَرَّهُ السُّمُّ

وَلَو رَسَمَ الرَّاقِي حُرُوفَ اسمِها عَلى

جَبينِ مُصَابٍ جُنَّ أبْـرَأهُ الرّسْـمُ

وَفَوْقَ لِواءَ الجيشِ لَو رُقِـمَ اسـمُها

لأَسكَرَ مَنْ تَحتَ اللِّوا ذَلك الرّقْـمُ

تُهَذّبُ أخلاقَ النَّدامَـى فَيَهْتَـدي

بِها لِطَريقِ العَزمِ مَن لا لَـهُ عَـزْمُ

وَيكرُمُ مَن لَم يَعْرِف الجُـودَ كَفُّـه

وَيَحلُمُ عِندَ الغَيظِ مَن لا لَهُ حِلْـمُ

وَلَو نالَ فَدْمُ القـومِ لَثْـمَ فِدَامِهـا

لأكْسبَهُ مَعنَـى شَمائِلـها اللّثْـمُ

يَقُولُونَ لِي صِفْهَا فَأَنـتَ بِوَصفِـها

خَبِيرٌ أَجَلْ عِندِي بِأَوصافِهـا عِلْـمُ

صَفاءٌ وَلا مَاءٌ ولُطْـفٌ ولا هَـواً

وَنُورٌ وَلا نَـارٌ وَرُوحٌ وَلا جِسْـمُ

تَقَدَّمَ كُـلَّ الكَائِنَـاتِ حَدِيثُـها

قَدِيماً وَلا شَكلٌ هُنـاكَ وَلا رَسْـمُ

وَقَامَت بِها الأَشياءُ ثَـمَّ لحكمَـةٍ

بِها احتَجَبَتْ عَن كُلِّ مَن لا لَهُ فَهْمُ

وَهَامَتْ بِها رُوحِي بِحيثُ تَمازَجـا

اتِّحاداً وَلا جِـرْمٌ تَخَلّلَـه جِـرْمُ

فَخَمْـر وَلا كـرْم وآدَمُ لِـي أَب

وكَرْم وَلا خَمْـر ولِـي أُمُّهـا أُمُّ

وَلُطْفُ الأَوَانِي فِي الحَقِيقَـة تابِـع

لِلُطْفِ المَعَانِي والمَعَانِي بِهـا تَنْمُـو

وَقَد وَقَعَ التَّفريقُ والكُـلُّ وَاحِـد

فأَرواحُنَا خَمْـرٌ وَأَشبَاحُنَـا كَـرْمُ

وَلا قَبلَها قَبـلُ وَلا بَعْـدَ بَعْدَهَـا

وَقَبْليُّة الأبْعَـادِ فَهْـيَ لَهَـا حَتْـمُ

وَعَصْرُ المَدَى مِن قَبله كَانَ عَصرَهـا

وَعهْدُ أَبِينـا بَعدَهـا وَلَهَـا اليُتْـمُ

مَحاسِنُ تَهدِي المَادِحِيـنَ لِوَصْفِـهَا

فَيَحْسُنُ فِيهَا مِنهُمُ النَّثـرُ والنَّظْـمُ

وَيَطْرَبُ مَن لَم يَدْرِهَا عِندَ ذِكْرِهَـا

كَمُشْتَاقِ نُعْمٍ كُلَّمَا ذُكِـرَتْ نُعْـمُ

وَقَالُوا شَرِبْتَ الإِثْـمَ كَـلاَّ وَإنَّمـا

شَرِبْتُ التِي فِي تَركِهَا عِندِيَ الإِثْـمُ

هَنِيئاً لأَهلِ الدّيرِ كَمْ سَكِروا بِهـا

وَمَا شَرِبُوا مِنـهَا وَلَكِنَّهُـم هَمُّـوا

وَعِندِيَ مِنهَا نَشْوَةٌ قَبـلَ نَشأَتِـي

مَعِي أَبداً تَبقَى وَإِنْ بَلِـيَ العَظْـمُ

عَلَيكَ بِها صِرْفاً وَإِن شِئتَ مَزْجَـها

فَعَدْلُكَ عَن ظَلْم الحَبِيب هُوَ الظُّلْـمُ

فَدُونَكَهَا فِي الحانِ واستَجْلـها بِـهِ

عَلى نَغَمِ الأَلحَانِ فَهِيَ بِهـا غُنْـمُ

فَمَا سَكَنَتْ وَالهَمَّ يَومـاً بِمَوضِـع

كَذَلِك لَم يَسكُنْ مَعَ النَّغَـم الغَـمُّ

وَفِي سَكرةٍ مِنهَا وَلَوْ عُمْـرُ سَاعَـةٍ

تَرَى الدَّهْرَ عَبداً طَائِعاً وَلَكَ الحُكْـمُ

فَلا عَيْشَ فِي الدُّنْيا لِمَن عَاشَ صَاحِياً

وَمَن لَم يَمُتْ سُكْراً بِها فَاتَهُ الحَـزْمُ

عَلى نَفسه فَليَبْكِ مَن ضَاعَ عُمْـرُهُ

وَلَيسَ لَهُ فِيهَا نَصِيـبٌ وَلا سَهْـمُ
...

نسخت بحبي

نَسَخْتُ بِحَبّي آيَةَ العِشْقِ مِـن قَبلِـي

فَأَهْلُ الهَوَى جُندِي وَحُكمِي عَلى الكُلِّ

وَكُلُّ فَتـىً يَهـوَى فَإِنِّـي إِمَامُـهُ

وإِنِي بَرِيءٌ مِن فَتـىً سَامـعِ العَـذلِ

وَلِي فِي الهَوَى عِلْـمٌ تَجِـلّ صِفاتُـهُ

وَمَن لَم يُفَقِّهُهُ الهَوَى فَهْوَ فِي جَهـلِ

وَمَن لَم يَكنْ فِي عِزَّةِ الحُـبِّ تائِهـاً

بِحُبِّ الذي يَهوَى فَبَـشِّـرْهُ بالـذُّلِ

إِذَا جَـادَ أَقـوَامٌ بِمـالٍ رأيْتَـهُـمْ

يَجُودُونَ بالأَروَاحِ مِنْهُمْ بِـلا بُخـلِ

وَإِن أودِعوا سِراً رَأَيـتَ صُدُورهـم

قُبـوراً لأَسـرَارٍ تُنَـزَّهُ عَـن نَقـلِ

وَإِن هُدِّدُوا بالهَجْـرِ مَاتُـوا مَخافَـةً

وَإِن أوعِدوا بالقَتْلِ حَنُّوا إِلَـى القَتـلِ

لَعَمري هُمُ العُشَّاقُ عَنـدِي حَقِيقَـةً

عَلَى الجِدِّ والبَاقُونَ مِنهُم عَلَـى الهَـزْلِ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:10 pm


ابن حزم الأندلسي
هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد
من شعراء العصر الأندلسي
ولد سنة 384 هـ 994 م / وتوفي سنة 456 هـ 1064 م
عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام، كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم (الحزمية).
ولد بقرطبة، وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، فكان من صدور الباحثين فقيهاً حافظاً يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيداً عن المصانعة، وانتقد كثيراً من العلماء والفقهاء، فأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل إلى بادية لَبْله (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها.
رووا عن ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو 400 مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة.
وكان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان.
له: (الفصل في الملل والأهواء والنحل)، (المحلى) في 11 جزءاً فقه.
وله أيضا (جمهرة الأنساب)، و(الناسخ والمنسوخ)، و(الإحكام لأصول الأحكام) ثماني مجلدات.
وله أيضا (إبطال القياس والرأي)، و(المفاضلة بين الصحابة) رسالة مما اشتمل عليها كتاب (ابن حزم الأندلسي) لسعيد الأفغاني.
وله أيضا (مداواة النفوس) رسالة في الأخلاق، و(طوق الحمامة) أدب، و(ديوان شعر) وغير ذلك.

بعض قصائده
أساعة توديعك


أساعة توديعك أم ساعـة الحشـر

وليلة بينـي منك أم ليلـة النشـر

وهجرك تعذيب الموحـد يقتضـي

ويرجو التلاقي أم عذاب ذوي الكفر

سقى الله أيامـاً مضـت ولياليـاً

تحاكي لنا النيلوفر الغض في النشـر

فأوراقـه الأيـام حسنـاً وبهجـةً

وأوسطه الليـل المقصـر للعمـر

لهونا بـها فـي غمـرةٍ وتآلـفٍ

تمر فلا تدري وتأتـي فلا نـدري

فأعقـبـنـا منـه زمـان كأنـه

ولا شك حسن العقد أعقب بالغدر

فلا تيأسي يا نفـس عـل زماننـا

يعود بوجـهٍ مقبـلٍ غيـر مدبـر

كما صرف الرحـمن ملك أميـةٍ

إليه ولـوذي بالتجمـل والصبـر

أليس يحيط الروح فينا بكـل مـا

دنا وتناءى وهو في حجب الصـدر

كذا الدهم جسم وهـو في الدهـر

روحه محيط بما فيه وإن شئت فاستقر

أتـاوتـها تـهدي إليـه ومنـة

تقبلهـا منهـم يقـاوم بالشكـر

كذا كل نهر في البلاد وإن طمـت

غزارته ينصـب في لجـج البحـر

...

وجرحك لي
وجرحك لي جرح جبار فلا تلـم

ولكن جرح الحـب غيـر جبـار

وقد صارت الخيلان وسط بياضـه

كنيلوفـر حفتـه روض بـهـار

وكم قال لي من مت وجداً بحبـه

مقالـة مـحلـول المقالـة زاري

وقد كثرت منـي إليـه مطالـب

ألـح عـلـيـه تــارةً وإداري

أما فـي التوائـي ما يبـرد غلـةً

ويذهب شوقاً في ضلوعك سـاري

فقلت له لو كان ذلك لـم تكـن

عداوة جـارٍ فـي الأنـام لجـار

وقد تتراءى العسكران لدى الوغى

وبينهمـا للمـوت سبـلٌ بـوار
...

أهوى الحديث
أهوى الحديث إذا ما كان يذكر لي

فيه ويعبق لـي عـن عنبـر أرج

إن قال لم أستمع مـمن يجالسنـي

إلى شوى لفظه المستطرف الغنـج

ولو يكون أميـر المؤمنيـن معـي

ما كنت من أجله عنـه بمنحـرج

فإن أقم عنـه مضطـرّاً فإنـي لا

أزال ملتفتاً والمشي شـيء وجـي

عيناي فيه وجسمي عنـه مرتجـل

مثل ارتقاب الغريق البر في اللجـج

أغص بالـماء إن أذكـر تباعـده

كمن تثاءب وسط النقع والوهـج

وزان تتل ممكن قصد السماء اتـل

نغم وإني لأدري موضـع الـدرج

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:12 pm


ابن النقيب
هو عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني
من شعراء العصر العثماني
ولد سنة 1048 هـ / 1638 م - توفي سنة 1081 هـ / 1670 م
أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق).
اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق).
والدستجة من الزهر الباقة.
وله أيضا (ديوان شعر) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً.
مولده ووفاته بدمشق.
بعض قصائده
محاسن الأوصاف

خذ بنا فِـي مَحاسـن الأوصـافِ

فهي نَقْلُ مَا بين أيـدي الظِـرافِ

وانتخب للنـدام كـلَّ حديـثٍ

من قِصار الفصول دانِـي القِطـافِ

يتمنّـى الجليـسُ عمـرَ مُـعَـاذٍ

لِتَلَـقّـي مُـعَـادهِ الشـفّـافِ

واقتحـم لُجـةَ القريـض بفكـر

ينتقي الدرَّ فِي حشـا الأصـدافِ

وتنقـل مـن الدّعـابـة للجـدّ

وخيّـم عنـد المعانِـي اللِّطـافِ

فهي أشهى من مُسْتَلـذّ الأمانِـي

لطـروب غرامـه غيـرُ خـافِ

فتنـة أودَعـت نوافـثَ سِحْـرٍ

فِي مطـاوي ألفاظهـا للزفـافِ

والغـزال الـذي يـعـرّض فِـي

خطبَـة أمثالهـا لجـدُّ التلافِـي

فسبتها مَحاسـنٌ منـه تصطـاد

بِهـا كـلَّ نـاسـكٍ متجـافِ

أين عـادَ المطـواعُ ثَـم وهـل

غير انقيـاد مجـانـب لِخـلافِ

يـا رعـي الله منـه ذاك المُحيّـا

والقـوام المخنّـثَ الأعـطـافِ

هـو بـدرٌ لا يعتريـه مـحـاق

فوق جيد يعطو لغصـنِ خِـلافِ

إِن رنـا أثخـن القلـوبَ بنبـلٍ

عوَّذتها أشلاؤهـا فِـي الشغـافِ

من مريض اللّحاظ منـه امتـراض

وبعذب الرضاب منـه التشافِـي

كيف لِي بالشفـاء واقـى وهـل

يسمح يومـاً لمدْنَـفٍ بارتشـافِ

هـو ذاك الضـنـيـن يعـبـث

مَجّاناً بأهل الهوَى وليـس يُوافِـي

ملك كيف شـاء ما شـاء يلهـو

برعـايـا القلـوب باستخفـافِ

ليّـن الملـتـوى ولكـن إلَـى

الصَـدِّ ورانٍ لكنـه للتجـافِـي

عشَّقتنِي بالـورد حُمـرة خديـه

فمـا زلـت مُولَعـاً بالقطـافِ

وسقيم الألحاظ حبَّبَ لِي النَّرجـسَ

حتَّـى تَخـذت فيـه مطـافِـي

وثناياه مُـذْ حكاهـا الأقحاحـي

صرت مُغرى منه برشف النطـافِ

وحكت عرفه الريـاض فأضحـى

بـرداء النسيـم منـه التحافِـي

ومحضـتُ الربيـعَ شكـراً جنـيّ

العطف غصّت به لَهـاة القوافِـي

حين أضحى يَجول منـه خـلال

الغصنِ ماء النعيـم بعْـدَ الجفـافِ

وبـدا رافعـاً سُـرادَقَ زهــر

وسَطَ الـروضِ مُعْلَـمَ الأطـرافِ

واستـوت منـه حاكـةٌ لتزيـدٍ

وبنِـي سابـرٍ علـى الأكنـافِ

فكستـهـا مُفَـوَّفـات بُـرُودٍ

أصبحـت عبقـربـة الأصنـافِ

حَفَّها منتدىً وريـف مـن الظـلِّ

بَـرود لسنـدس الصفـصـافِ

وبدا السوسن الجنـيُّ كرعشـات

ديـوك فِي الشكـل والأعـرافِ

وتبـدّى الشقـيـق فيهـا علـى

النَهر مكبّـاً كعاكـف لرعـافِ

والتـوى النَهـر حولهـا فتحلّـى

مـن فريـد الحبـاب بالإِنصـافِ

مـا شـدت فوقـه حَمائـمُ إِلاّ

اذكرتنِي عهد الصِبـا والتصافِـي

وزمـانـاً لبسـتُ فـيـه رداءً

سابغاً من غضارة العيـش ضَافِـي

يـا سقـي الله عهـده بِمُلِـثٍّ

غيـر مستأخـر ولا مـخـلافِ

يا نداماي هـذه خُلَـس العيـش

فهـل مسعـد علـى الاقتـرافِ

أو مـواتٍ إلَـى اجتـنـاء دوان

للأمانِي فالأنس أضحـى مـوافِ

وابتكـار إلَـى بواكيـر عيـش

مستجـدّ لنـا وحـثِّ سُـلافِ

من سقـاة تخفـى المناطـقُ منهـا

بيـن طـيّ الأعكـان والأردافِ

فلَجَمْعُ الأحبـاب بعـد التصافِـي

نعمـة سيّمـا مـع الأسـعـافِ

واقتضـاء المشيـب حـق الصِبـا

أعجَب منه الأناة فِـي الاستـلافِ

...


نسمة الصبا
خَفَقَتْ نسمَةُ الصَبا فِـي الرِيـاضِ

بـرداءٍ مِـن الأريـجِ مُـفـاضِ

وَسَرَتْ فِي حُمولة مـن سلامـي

ضَمَّختْ جَيْبَ خيسها الفَضْفـاضِ

ما روابٍ مَوْشيّة المنْـدَل الرَّطْـب

بـزهْـر عـن السحائـبِ راضِ

قدْ جـرى فِـي خلالهـا المَـاءُ

ينسابُ عليهـا بِجـدولٍ فيّـاضِ

صقَلتْهُ النسيمُ حتَّـى بـدتْ فيـهِ

ازوِراراً أَسِــرَّةُ الانـقـبـاضِ

وَطَفـتْ فوقَـه بطـونُ حَبـابٍ

أْطبَقَتْ حملهـا علـى الرضـراض

وغدت قضْبُها بِمـزْدَوِجِ الطّيْـرِ

عُكوفـاً علـى معيـنِ الحيـاضِ

ودنـا النَّـرْجِـسُ الجَنِـيُّ إِلَـى

باكورة الـوَرْدِ بالعيـونِ المـراضِ

فِـي اقتبـال يومـاً بأزهـى رداء

أو بأذكى من نشرهـا المستفـاضِ

تتهادى إليك فِـي ثـوب عَـرف

من مشـوق مشـرد الاغتمـاص

وابقَ واسلم ما إِن غدا ذو حفـاظٍ

ذاكـراً مونِـقَ العهـودِ المواضـي

...

أرن في عذبات

أرنَّ فِي عَذَبـاتِ الأيـكِ مِرْنـانُ

ولاحَ للـبـرْقِ إِسـرارٌ وإِعـلانُ

فاهتاجَ قلبِي زهير فِي الضلوع إلَـى

ذكر الأحبَّـة والإِسكـان جَنّـانُ

ونازعٌ من رسيسِ الحـبِّ مدّكـرٌ

وراءَهُ جيـرةً شَـطَّـتْ وأوطـانُ

مراتـعٌ للصبـا ميثـاءٌ مُمـرِعـةٌ

ومأْلَـفٌ كلُّـه حسـنٌ وإِحسـانُ

وفتيةٌ هُمْ على إِعمالِ مـا بَلَغـتْ

إِليه خيلُ المنَى فِـي السـرِّ أعـوانُ

أيامَ روضُ والحمَى تنـدَى أراكَتُـه

والعيشُ مُستـرِقُ اللَّـذاتِ فيْنـانُ

وصَرْحنا من شياتِ الزهرِ فِي حِبَـرٍ

للوشي يَحسدها فِي الحُسنِ غُمْـدانُ

وفِي مطالعـه بـدرٌ علـى غُصُـنٍ

لقـد تنـازَعَـهُ الخطـيُّ والبَـانُ

يرنو بِمنْهُوكـةِ الألحـاظِ فاتـرةٍ

كأنّما جَفْنُهـا بالسحْـرِ غصَّـانُ

ما رَنَّقَتْ فيه يومـاً للكـرى سِنَـةٌ

إِلا حسبناهُ يرنـو وهـو يَقْظَـانُ

أبانَ فِي ملعبِ الأطواقِ عن جَيَـدٍ

لَم يُحْصَ فيهنَّ بالتهييـفِ غَرثـانُ

بَدا لنا فِي أكاليلِ البَهـارِ ضحـىً

ودون إِعجابـه كسـرَى وخاقـانُ

فما نَفَضْتُ يدي عن وصفِ طلْعَتِـه

حتَّى أنـاخَ بنـا للفضـلِ عُنـوانُ

شَهْمٌ له فِي فنـون العلـمِ جامعـةٌ

وراءَهـا منـه تَحقيـقٌ وإِتقـانُ

ولَهجةٌ أَفصحـت عنـها بلاغَتُـهُ

فليسَ يُدْركُهـا قُـسٌّ وسَحْبـانُ

صدرُ المَحافلِ قاضي مصرَ مَنْ شَرُفَتْ

به دمشقُ وقد أضحَى لَهـا شـانُ

وسوفَ تزهو به مصـرٌ ويوسعهـا

فخراً فتحسدها فِي الشرق بَغـدانُ

وسوف يَحيا بِها رَبعُ الكمـالِ بـه

ويستقيـم لَهـا بالشـرع ميـزانُ

وتغـتـدي بثنـاه روضـةً أُنُفـاً

كأنّمـا حفَّهـا بالشِعـب بَـوَّانُ

مولاي هـاكَ فتـاةً بنـتَ ليلتهـا

تَهدّلتْ فوقهـا للسِحْـر أغصـانُ

جاءت بتأريخ حُسْنٍ وهي مخجلـةٌ

فِي بيتِ شِعْرٍ له فِي النَقدِ رجحـانُ

حيَّا الإله واحيَّا مصـرَ مـن بلـدٍ

بالجودِ والعلـم وافاهـا سليمـانُ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:14 pm


ابن الحاج النميري
هو إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم
من شعراء العصر الأندلسي
ولد سنة 713 هـ / 1313 م - 768 هـ / 1367 م
أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير.
له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة).
وله أيضا (تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح).
وله أيضا رحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب).
بعض قصائده
يالائمي في الهوى
يَا لاَئِمِي فِي الْهَوَى كَلَّفْتَنِي شَطَطَـا

وَإِنَّنِي بِالْهَـوَى مَا زِلْـتُ مُغْتَبِطَـا

وَلِي بِأَهْلِ الْحِمَى يَدْرِي الْحِمَى كَلَفٌ

وَطُولُ مَبْكىً عَلَى عَهْـدٍ بِـهِ فَرَطَـا

وَمَا اصْطَبَارِي وَقَدْ زُمَّتْ رَحَائِلُهُـمْ

وَللتَّرَحُّلِ حَادِي العِيسِ قَـدْ نَشَطَـا

وَهَاجَ وَجْدِيَ رَكْبٌ رَافِـعٌ حُدُجـاً

بِهِنَّ جُنْح الدُّجَى فِي الْبِيدِ قَدْ خَبَطَـا

وَعطَّرَ الْجَوَّ مِنْـهُ أَيُّ طِيـبِ شَـذَا

بِكُلِّ رُوحٍ لَعَمْرِي رُوحُـهُ اخْتلَطَـا

وَأَغْصُنُ الْبَانِ قَدْ مَالَـتْ لَـهُ طَرَبـاً

لَمَّا أَتَى مَثْلَ مَا نَفَّرْتَ سِـرْبَ قَطَـا

وَالْوُرْقُ فِي الْغُصْنِ قَدْ غَنَّتْ لَهُ فَرَحـاً

بِعَوْدِهِ حِينَ وَافَـى مُعْمِـلاً لِخُطَـى

وَالرِّيحُ رَقَّتْ لِمَسْرَاهُ فَمَـا بَرِحَـتْ

عَلِيلَةً خِلْتُهَـا قَـدْ أَعْيَـتِ الخُلَطَـا

وَالْوَرْدُ لَمَّا أَتَاهُ احْمَرَّ مِـنْ خَجَـلٍ

وَخَدَّهُ إِذْ مَشَى فِي الأَرْضِ قَدْ بَسَطَـا

وَالْغَيْثُ لَمَّا سَرَى وَافَـاهُ مُنْسَكِبـاً

كَأَنَّهُ دُرُّ عِقْدٍ فِـي الثَّـرَى سَقَطَـا

أَوْ دُرُّ مَدْحِي لِمَوْلانَا الإِمَـامِ أَبِـي

عَبْدِ الإلَهِ الَّذِي أَعْلَى لِـي الخِطَطَـا

دُرٌّ بِبِيضِ طُروسِـي ظَلْـتُ أَلْقَطُـهُ

فَزَانَ بِيضَ طُرُوسِي خَيْرُ مَـا لُقِطَـا

أَعْلَى المُلُوكِ الَّـذِي جَلَّـتْ مَوَاهِبُـهِ

تِلْكَ الَّتِي لَمْ تَدَعْ يَأْسـاً وَلاَ قَنَطَـا

سَمِـيُّ خَيْـرِ نَبِـيِّ قَـامَ مُنْتَصِـراً

لِـدِينِـهِ وَأَعَـزُّ الأُمَّـةِ الْوَسَطَـا

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ أَكْـرَمُ مَـنْ

زَكَا وَأَقْسَطَ فِي حُكْمٍ وَمَـا قَسَطَـا

أَوْلاَدُهُ خَـيْـرُ أَوْلاَدٍ لَهُـمْ شَـرَفٌ

بُحْبُوحَةُ الْفَخْرِ كُلِّ الْفَخْرِ قَدْ وَسَطَـا

غُـرٌّ مَيَـامِـنُ أَمْجَـادٌ أَكَـارِمَـةٌ

عَلَى عِدَاهُمُ إِلهُ الْخَلْقِ قَـدْ سَخِطَـا

شُبُولُ أَجْـرَاءِ لَيْـثٍ لِلْقِتَـالِ دَعَـا

وَفِي الْوَغَى لِلأَعَادِي الْكَافِرِينَ سَطَـا

وَأَنْجُمٌ قَـدْ نَمَاهَـا لِلْعُـلاَ قَمَـرٌ

مِنْ وَالِدٍ لِلْعُـلاَ فِي مُلْكِـهِ اشْتُرطَـا

مُصَحِّحٌ صُحُفَـاً لِلْمَجْـدِ لاَ غَلَثَـاً

أَبْقَى بِهَا لاَ وَلاَ أَبْقَـى بِهَـا غَلَطَـا

مَا زَالَ عَمَّنْ أَرَادَ الْفُحـشَ مُنْقَبِضَـاً

وَللأُلَـى بَلَّغُـوهُ الْمَـدْحَ مُنْبَسِطَـا

مُبَاركٌ لَمْ يَـزَلْ لِلْمَـدْحِ مُكْتَسِبـاً

وَلِلْقَضَـاءِ بِـهِ مَـا زَالَ مُـرْتَبِطـا

رَبُّ الْمَعَارِفِ مُبْدِي كُـلَّ مُعْجبَـةٍ

مُعَاجِلٌ بِصَوابٍ نَحْـوَ كُـلِّ خَطَـا

مُؤَيَّدُ الْعَزْمِ مِنْ أَهْلِ الْحُـرُوبِ دَنَـا

وَعَنْ رُبُوعِ بَنِي الرَّاحَاتِ قَدْ شَحَطَـا

أَجَلُّ مَوْلـىً لَزِمْنَـا شُكْـرَ أَنْعُمِـهِ

فَالْكُلُّ مِنَّا بِذَاكَ الشُّكْرِ قَـدْ غُبِطَـا

وَقَدْ كَشَفْنَا مِنَ الْمَدْحِ الْبَدِيـعِ لَـهُ

عَنْ كُلِّ وَجْهٍ فَمِسْكُ الْحِبْرِ قَدْ نَقَطَـا

...

ماضر طيفك
مَا ضَـرَّ طَيْفَـكَ لَـوْ أَقَـامَ قَلِيـلاَ

وَلَعَلَّنِـي أَشْفِـي بِـذَاكَ غَلِـيـلاَ

طَـيْـفٌ أَتَـى لَيْـلاً وَنَجْـدٌ دَارُهُ

صَـبًّا بِأَكْنَـافِ الشَّـامِ نَـزِيـلاَ

لَكِنَّـهُ لَـمْ يُبْـقِ غَيْـرَ صَبَـابَـةٍ

تَسْـرِي لَعَمْـرِي بُكْـرَةً وَأَصِيـلاَ

وَغَدَا خَلِيلِي بَعْـدَهُ بَـرِحَ الأَسَـى

يَـا لَيْتَنِـي لَـمْ أَتَّخِـذْهُ خَلِيـلاَ

وَلَقَدْ أَرِقْـتُ لِبَـارِقٍ وَدَّ الدُّجَـى

لَـوْ كَـانَ قَبَّـلَ ثَغْـرَهُ تَقْبِـيـلاَ

وَأَثَـارَ شَوْقِـي بِالغُوَيْـرِ حَمَائِـمٌ

تَبْكِـي بِأَغْـصَـانِ الأرَاكِ هَدِيـلاَ

وَنَـوَاسِـمٌ أَهْـدَتْ إِلَـيَّ تَحِيَّـةً

مِنْ ظَاعِـنٍ عَنِّـي أَطَـالَ رَحِيـلاَ

وَنَأَى وَخَلَّـفَ دُونَ أَكْثِبَـةِ الحِمَـى

رَبْعاً غَـدَا بَعْـدَ الفِـرَاقِ مَحِيـلاَ

كَالأَرْضِ أَرْضِ الكُفْرِ لَمَّـا حَلَّهَـا

جَيْـشُ ابْنِ نَصْـرٍ بُدِّلَـتْ تَبْدِيـلاَ

وَأَبَـادَ أَهْلِيهَـا الأَمِيـرُ مُحَـمَّـدٌ

بِالسَّيْفِ أَسْمَعَهُـمْ هُنَـاكَ صَلِيـلاَ

وَأَدَامَ وَطْـأَهُـمُ بِخَيْـلٍ أَسْمَعَـتْ

فِي الحَرْبِ حَمْحَمَةً لَهَـا وَصَهِيـلاَ

مَلِكُ المُلُوكِ وَنُخْبَـةُ البَيْـتِ الَّـذِي

قَـدْ طَـابَ أَعْرَاقـاً وَعَـزَّ قَبِيـلاَ

مِنْ ضِئْضِىءِ الأَنْصَارِ أَكْـرَمِ أُسْـرَةٍ

نَصَـرُوا النَّبِـيَّ فَفُضِّلُـوا تَفْضِيـلاَ

الفَائِـزِيـنَ بِجَنَّـةٍ طَابَـتْ شَـذًى

وَقُطُـوفُهَـا قَـدْ ذُلِّلَـتْ تَذْلِيـلاَ

مِنْ آلِ سَعْـدٍ ذَلِـكَ بْـنِ عُبَـادَةٍ

مَوْلًى بِنَصْـرِ الدِّيـنِ كَـانَ كَفِيـلاَ

وَعَلَى أَبِي قَيْـسٍ رَسُـولُ اللهِ قَـدْ

أَثْـنَـى وَكَمَّـلَ بِـرَّهُ تَكْمِـيـلاَ

وَمُحَمَّـدٌ ذَاكَ ابْـنُ يُوسُـفَ وَارثٌ

عَلْيَـاءَهُـمُ وَالـتَّـاجَ وَالإِكْلِيـلاَ

ألمَاجِـدُ ابْـنُ المَاجِدِيـنَ فَفَخْـرُهُ

فِي مَحْفَلِ الأَشْـرَافِ أَقْـوَمُ قِيـلاَ

خَيْرُ السَّلاَطِيـنِ الَّذِيـنَ هُـمُ هُـمُ

وَالحَرْبُ تُوضِـحُ لِلْحَمَـامِ سَبِيـلاَ

قَـوْمٌ إِذَا دُعِيَـتْ نَـزَالِ رَأَيْتَهُـمْ

كَالأسْدِ تَحْمِي عَنْ شُبُـولٍ غِيـلاَ

مَـوْلاَيَ إِنِّي قَـدْ أَتَيْتُـكَ مَادِحـاً

وَعَلَيْكَ يَا مَـوْلاَيَ جِئْـتُ دَخِيـلاَ

فَاصْفَحْ وَكُنْ بِي مِنْ قَبُولِكَ مُظْهِـراً

يَا صَاحِبَ الوَجْهِ الجَمِيـلِ جَمِيـلاَ
...

يا خليلي
يَـا خَلِيلَـيَّ بِالعَقِيـقِ سَـلاَمَـا

صَدَّ عَنِّي الَّذِيـنَ أَهْـوَى سَلاَمَـا

وَاحْذَرَا اللَّحْظَ والحُسَـام بِنَجْـدٍ

فَهُمَـا مَـا يُبْقِيَـانِ هُـمَـامَـا

وَاحْفَظَا الرَّوْضَ مِنْ تَلَهُّفِ وَجْـدِي

وَحِطَا مَا أَخَـافُ يَغْـدُو حُطَامَـا

وَانْصُرَانِي عَلَى غَزَالٍ سَطَـا بِـي

وَلِجَا مَـا حَمَـى وَشُـدَّا لِجَامَـا

وَاقْنِصَا مَا رَمَـى بِأَسْهُـمِ لَحْـظٍ

وَصِدَاما فِي الحَرْبِ أَبْدَى صِدَامَـا

وَأَدِيرَا الكُـؤُوسَ فَخْـراً بِنَصْـرِي

وَاسْقِيَا مَـا يَسُـرُّ شُرْبِـي قِيَامَـا

وَاضْرِبَا بالسُّيُوفِ وَجْهَ حُسُـودِي

وَسِمَا مَـا إِخَـالُ فِيـهِ سِمَامَـا

وَانْشِـدَا أُسْرَتِـي بِحَـقِّ المَعَالِـي

وَعِظَا مَـا جَفَـوْا أُنَاسـاً عِظَامَـا

وَلَقَدْ كَـانَ بِالرَّجَـاءِ اعْتِصَامِـي

فَاعْتِصَاماً رَجَـوْتُ أَنْـأَ اعْتِصَامَـا

وَغَدَا فِي الرَّغَـامِ نِضْـوِي مُلْقـى

فَرَغَـامـاً شَكَـا إِلَـيَّ رَغَـامَـا

وَرُعَـاةُ السَّـوَامِ رَقُّـوا لِحَالِـي

فَثَغَامَا قَـدْ كَـانَ يَرْعَـى ثَغَامَـا

وَعَهِدْتُ الحِمَـامَ فِـي سَرْحَتَيْـهِ

فَحَمَى مَا عَهِـدْتُ فِيـهِ حِمَامَـا

وَإِذَا مَـا شَكَـوْتُ دَاءً لِهَـجْـرٍ

فَالدَّوَا مَا يُعْطِي وِصَالِـي الدَّوَامَـا

يَـا رَعَـى اللهُ بِالخِـيَـامِ زَمَانـاً

قَدْ مَرَى مَا حَلَـى وَسَـنَّ مَرَامَـا

وَلِعَذْبِ الرُّضَـابِ كَـانَ طِلاَبِـي

فَسَقَى مَا قَدْ ظَلَّ يَشْفِـي سَقَامَـا

وَعَلَى ذَاكَ سَـالَ مَـاءُ دُمُوعِـي

فَطَغَى مـا ثَنَـى لِلَوْمِـي طَغَامَـا

وَلَدَى الحَيِّ غَيَّـرُوا قَلْـبَ حِبِّـي

فَقَسَا مَا قَدْ كَـانَ يُبْـدِي قَسَامَـا

وَنَعَمْ فِي الكَلاَمِ إِنْ بَـثَّ وَعْـداً

لِـي كَلاَمـاً أَعَـادَ ذُلاًّ كِلاَمَـا

لاَ كَمَوْلَـى مُحَتِّـفِ حُكْـمَ لاَهٍ

فِي حِمَى مَا يَدُورُ عَنِّـي حَمَامَـا

مُنْجِـزٌ وَعْـدَهُ بِجُـودٍ كَغَيْـثٍ

قَدْ وَشَى مَا رَعَى البُـرُوق وَشَامَـا

رَائِـعٌ فِـي حُسَامِـهِ لِلأَعَـادِي

بِسَنَا مَـا لِلْكُفْـرِ جَـبَّ سَنَامَـا

وَمَدَى خَوْفِهِ أَتَـتْ كُـلَّ شِـرْبٍ

فَمَدَى مَـا أَظَـلَّ أَنْسَـى مُدَامَـا

وَثَنَى المَعْشَـرَ الكُمَـاةَ حَيَـارَى

بِالْتِقَامَـا سَـامَ الكُمَـاةَ إلْتِقَامَـا

وَلَقَـدْ قَبَّـلَ النَّـدَامَـى يَدَيْـهِ

فَنَدَامَا قَـدْ قِيـلَ أَغْنَـى نَدَامَـا

وَلَقَدْ أَبِهَجَـت ضُـرُوبُ المَعَالِـي

بِانْتِقَـامٍ سَـامَ الحَسُـودَ انْتِقَامَـا

وَأَتَتْـهُ الـمَطِـيُّ تُثْنِـي عَلَيْـهِ

فَلُغَى مَـا آتَـاهُ هَاجَـتْ لُغَامَـا

وَيَـدَاهُ أَحَـسَّـتَـا مُمْتَطِيـهَـا

بِلُهَى مَا قَدْ فَـضَّ جَيْشـاً لُهَامَـا

وَأَتَتْـهُ عَوَاقِـلُ العُـرْبِ سَعْيـاً

فَوَدَى ما جَنَـى عَلَيْهِـمْ وَدَامَـا

وَرَمَى الطَّرْفَ تَحْتَ كُـلِّ مَلِيـكٍ

فَنَعَى مَا فِي الفَقْرِ حَاكَـى نَعَامَـا

وَبِمَاضِي الحُسَامِ فِي كُـلِّ حَـرْبٍ

قَدْ فَـرَا مَـا رَأَى المَـرَامَ فَرَامَـا

وَلِسَارِي النُّجُـومِ أَحْـدَثَ رُعْبـاً

فَوَنَى مَـا خَلَـى السُّهَـادَ وَنَامَـا

لَيْسَ يَرْضَـى عَـدُوُّهُ مِنْـهُ فِعْـلاً

بِالحَرَا مَـا يُدْنِـي إِلَيْـهِ الحَرَامَـا

وَبِبَحْـرِ الوَعِيـدِ أَوْعَـى عَـدُوًّا

فَوَعَى مَـا وَعَـاهُ خَوْفـاً وَعَامَـا

وَسَقَى السَّيْفَ مِنْ دِمَـاءٍ فَأَمْلَـى

بِوَحَى مَـا قَـدْ أَمَّ وِرْداً وَحَامَـا

مُنْهِدُ الجَيْـشِ رَاعَ كُـلَّ عَـدُوٍّ

بِوَغَى مَـا أَثَـارَ نَقْعـاً وَغَامَـا

يَا ابْنَ نَصْرٍ قَدْ جَلَّ فِيكَ مَدِيـحِي

فَوَهَى مَـا بَنَـاهُ قِدْمـاً وَهَامَـا

وَهَنِيئـاً بِخَيْـرِ عِيـدٍ أَرَى النَّـعْ

مَى وسَامَى الَّذِينَ رَاقُـوا وَسَامَـا

دُمْتَ تُصْلِي العَدُوَّ نَـارَ حُـرُوبٍ

وَتَرَى مَا يَسُوءُ مَـنْ قَـدْ تَرَامَـا


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:17 pm


ابن حمديس
هو عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي، أبو محمد
من شعراء العصر الأندلسي
ولد سنة 447 هـ / 1053 م - توفي سنة 527 هـ / 1133 م
شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.
وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ، وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.
له (ديوان شعر) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607 هـ.
بعض قصائده
هجر الحبيب
يا لَيْلَ هَجرِ الحَبيبِ طُلْـتَ عَلـى

صبٍّ من الشَّـوق دائـمِ البَـرحِ

بِحُمْرَةٍ فِـي الجُفُـونِ تَحسبـها

نَدَرْتُهَا فِي الفُـؤادِ عَـن جـرحِ

هل جَمدَ البحرُ من دجـاكَ فمـا

ينتقـلُ الحـوت فِيـه بالسّبْـحِ

أم حـدثَـت حَيْـرَةٌ مواصلـة

فِي الجوّ بَيـنَ البُطَيْـنِ والنّطـحِ

لَو كنت ليل الشَّبَابِ بـتّ إِلَـى

الصّبحِ من الشَّيب طائـرَ الجُنْـحِ

لو كنت ليل الشَّبَابِ فُـتُّ ولَـم

تَـدّرِكِ النّـاظِـرِيـنَ باللّمـحِ

مَتَى أَرَى كَلكـلاً بَركـت بِـهِ

يَطْعَـنُ فِيـه السِّمـاكُ بالرّمـحِ

وللثّـرَيـا جنـاحُ قـاطِـعَـةٍ

بالخفـق مِنـه مسافـةَ الجُنـحِ

وأشهبُ الصّبـح فِـي إغارتـه

يستاقُ ما للنّجـومِ مـن سـرحِ

فاطوِ رواقَ الظّـلامِ عـن أُفُـقٍ

تُنْـشَـرُ فيـه مُـلاءَة الصبـحِ

...

كمال خلقك
أَسُعادُ إنَّ كَمالَ خَلْقِـكِ رَاعَنِـي

فَرَأيْتُ بَـدرَ التـمّ عَنْـهُ ناقِصـا

أرُضَابُ فِيـكِ سلافـةٌ نَشَوَاتُهَـا

يَمشينَ مِن طَرَبٍ بِقَـدّكِ رَاقِصـا

بَحرٌ بِعيْنِـي لَـم يَـزَلْ إنْسانُهَـا

فِيـهِ عَلـى دُرِّ المَدَامـعِ غَائِصـا

كَـم أحْـوَرٍ لَمّـا رَآكِ رأيـتُـهُ

يَرْنُو إِلَى تَفْتِيرِ طَرفِـكِ شَاخِصـا

هَلْ ظَنَّ ثَغْـرَكِ أُقحُوانـاً نَاضـراً

تَرعاهُ غـزلانُ الفَـلاةِ خَمائِصـا

حتَّى إذا لاَحَ ابتِسَامـك يَجتلِـي

دُرّاً عَلـى عَينَيـه ولَّـى نَاكِصـا

لاَ تَقنصِيهِ كَمـا قَنَصـتِ مُتَيَّمـاً

فَالرَّئْـمُ لاَ يَغْـدو لِرِئـمٍ قَانِصـا
...

يا دار سلمى
يَا دَارَ سَلْمَى لَـو رَدَدتِ السَّـلامْ

مَا هَمَّ فِيـك الحـزْنُ بالمستـهامْ

همودُ رسمٍ منـكِ تَحـتَ البلـى

مُحَـرِّكٌ مِنِّـي سكـونَ الغَـرَامْ

لُمتُ عَلَيكِ الدَّهـرَ فِـي صَرْفِـهِ

وقلتُ للأحداث صَمِّـي صَمَـامْ

وقَـامَ فِـي الخُبْـرِ لِمُسْتَخْـبِـرٍ

سكوتُ مغنـاكِ مقـامَ الكـلامْ

يَا بـارِقَ الـجَـوِّ تَبَسَّـمْ بِهـا

وابْـكِ عَلَيـها بِدُمـوعِ الغَمـامْ

وَحَلّهَـا بالـنَّـوْرِ مـن روضـةٍ

تَفُضّ عَن فـأرَةِ مِسْـكٍ خِتـامْ

حَتّـى أَرَى عَنـها ظِبـاءَ الفَـلا

مُـرَحَّـلاتٍ بِظـبـاءِ الخـيـامْ

مِـن كُـلِّ هَيفـاءَ غُـلامـيّـةٍ

مُلْتَبِـسٌ بالغُصْـنِ مِنـها القَـوَامْ

تُـديـرُ عَيـنَـي رَشَـإٍ فِيهِـما

من فَتْرَةِ الطَّـرفِ شَبيـهُ السّقـامْ

تَـروحُ والعنبـرُ والـعـودُ فِـي

لَيلٍ من الفـرعَ صقيـلِ الظـلامْ

تَمنعُ أُخْتَ الشَّمـسِ مِنـها فَمـاً

فِيهِ أَخو الـدّرِّ وَأُخـتُ الـمُدامْ

لَو أنَّ لِي حكمـاً بِربـعِ الحِمَـى

أَعطيتُهُ من كـلّ خَطـبٍ ذِمَـامْ

حَتّى أَرَى بِالوَصْلِ حَبْـلَ الهَـوَى

لاَ يتُقّـى بِالبَيـنِ مِنـهُ انصِـرامْ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:18 pm


بهاء الدين زهير
هو زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي، بهاء الدين
من شعراء العصر المملوكي
ولد سنة 581 هـ / 1185 م – توفي سنة 656 هـ / 1258 م
شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتَّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.
بعض قصائده
أغصن النقا
أَغُصنَ النَقا لَولا القَـوامُ المُهَفهَـفُ

لَما كَانَ يَهـواكَ المُعَنَّـى المُعَنَّـفُ

وَيا ظَبـيُ لَولا أَنَّ فِيـكَ مَحاسِنـاً

حَكَينَ الَّذي أَهوَى لَما كُنتَ توصَفُ

كَلِفتُ بِغُصنٍ وَهوَ غُصنٌ مُمَنطَـقٌ

وَهِمتُ بِظَبـيٍ وَهوَ ظَبـيٌ مُشَنَّفُ

وَمِمَّا دَهانِـي أَنَّـهُ مِـن حَيائِـهِ

أَقولُ كَليـلٌ طَرفُـهُ وَهوَ مُرهَـفُ

وَذَلِكَ أَيضاً مِثـلُ بُستـانِ خَـدِّهِ

بِهِ الوَردُ يُسمَى مُضعَفاً وَهوَ مُضعِفُ

فَيا ظَبـيُ هَلاَّ كَانَ فِيـكَ التِفاتَـةٌ

وَيا غُصنُ هَلاَّ كَانَ فِيـكَ تَعَطُّـفُ

وَيا حَرَمَ الحُسنِ الَّـذي هُـوَ آمِـنٌ

وَأَلبابُنـا مِـن حَولِـهِ تُتَخَطَّـفُ

عَسَى عَطفَةً لِلوَصلِ يا واوَ صُدغِـهِ

عَلَيَّ فَإِنِّي أَعـرِفُ الـوَاوَ تَعطِـفُ

أَأَحبابِنـا أَمَّـا غَرامِـيَ بَعدُكُـم

فَقَد زَادَ عَمَّـا تَعرِفـونَ وَأَعـرِفُ

أَطَلتُم عَذابِي فِي الهَـوَى فَتَعَطَّفـوا

عَلى كَلِـفٍ فِي حُبِّكُـم يَتَكَلَّـفُ

وَوَاللهِ ما فارَقتُكُـم عَـن مَلامَـةٍ

وَجُهدي لَكُم أَنِّي أَقـولُ وَأَحلِـفُ

وَلَكِن دَعانِـي لِلعَـلاءِ بنِ جَلـدَكٍ

تَشَـوُّقُ قَلـبٍ قادَنِـي وَتَشَـوُّفُ

إِلَـى سَيِّـدٍ أَخلاقُـهُ وَصِفـاتُـهُ

تُؤَدِّبُ مَن يُثنِـي عَلَيـهِ وَتُطـرِفُ

أَرَقُّ مِـنَ المـاءِ الـزُلالِ شَمائِـلاً

وَأَصفى مِنَ الخَمرِ السُّلافِ وَأَلطَـفُ

مَناقِبُ شَتَّى لَو تَكـونُ لِحاجِـبٍ

لَما ذَكَرَت يَوماً لَهُ القَوسَ خِنـدِفُ

غَدا مِن مَدَاها حاتِـمٌ وَهوَ حاتِـمٌ

وَأَصبَحَ عَنها أَحنَـفٌ وَهوَ أَحنَـفُ

أَتَتكَ القَوافِي وَهيَ تُحسَبُ رَوضَـةً

لِما ضُمِّنَتـهُ وَهوَ قَـولٌ مُزَخـرَفُ

وَلَو قَصَدَت بِالذَمِّ شانيكَ لاِغتَـدى

وَحَـاشَـاكَ مِنـهُ قَلبُـهُ يَتَنَظَّـفُ

وَقُلِّـدَ عـاراً وَهـوَ دُرٌّ مُنَظَّــمٌ

وَأُلبِسَ حُزنـاً وَهوَ بُـردٌ مُفَـوَّفُ

وَيُصلَى جَحيماً وَهيَ فِي الحُسنِ جَنَّةٌ

وَيُسقَى دِهاقاً وَهيَ صَهباءُ قَرقَـفُ

...

سكنت قلبي
سَكَنتَ قَلبِي وَفِيـهِ مِنكَ أَسـرَارُ

فَلتَهنِكَ الدَّارُ أَو فَليَهنِـكَ الجـارُ

مَا فِيهِ غَيـرُكَ أَو سِرٌّ عَلِمـتَ بِـهِ

وَانظُر بِعَينَيكَ هَل فِي الدَّارِ دَيَّـارُ

إِنِّي لأَرضَى الَّذي تَرضاهُ مَن تَلفـي

يا قاتِلـي وَلِمـا تَختـارُ أَختـارُ

وَيَأنَفُ الغَدرَ قَلبِـي وَهُوَ مُحتَـرِقٌ

النَّـارُ وَاللهِ فِي هَـذا وَلا العَـارُ

أَفدي حَبيباً هُوَ البَدرُ المُنيـرُ وَقَـد

تَحَيَّـرَت فِيـهِ أَلبـابٌ وَأَبصـارُ

فِي وَجنَتَيهِ وَحَدِّث عَنهُما عَجَـبٌ

مـاءٌ وَنـارٌ وَلا مـاءٌ وَلا نــارُ

ما أَطيَبَ اللَّيلَ فِيهِ حِيـنَ أَسهَـرُهُ

كَأَنَّمـا زَفَـراتِـي فِيـهِ أَسـمارُ

وَلَيلَةُ الهَجرِ إِن طَالَت وَإِن قَصُـرَت

فَمُؤنِسِـي أَمَـلٌ فِيـهَا وَتَذكـارُ

لا يَخدَعَنَّـكَ مِنهُ طيـبُ مَنطِقِـهِ

فَطالَمـا لَعِبَـت بِالعَقـلِ أَوتـارُ

وَلا يَغُرَّنَكَ مِنـهُ حُسـنُ مَنظَـرِهِ

فَقَد يُقـالُ بِـأَنَّ النَّجـمَ غَـرَّارُ
...

جاءت تودعني

جاءَت تُوَدِّعُنـي وَالدَّمـعُ يَغلِبُـها
يَومَ الرَّحيلِ وَحَادِي البَينِ مُنصَلِـتُ

وَأَقبَلَت وَهِيَ فِي خَوفٍ وَفِي دَهَشٍ
مِثلَ الغَزالِ مِنَ الأَشـراكِ يَنفَلِـتُ

فَلَم تُطِق خيفَةَ الواشـي تُوَدِّعُنـي
وَيحَ الوُشاةِ لَقَد قَالوا وَقَد شَمِتـوا

وَقَفتُ أَبكِي وَراحَت وهِيَ باكِيَـةٌ
تَسيـرُ عَنِّـي قَليـلاً ثُمَّ تَلتَفِـتُ

فَيا فُؤادِي كَم وَجـدٍ وَكَم حُـرَقٍ
وَيا زَمانِـي ذَا جَـورٌ وَذا عَنَـتُ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:20 pm


ابن خفاجه
هو إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي
من شعراء العصر الأندلسي
ولد سنة 450 هـ / 1058 م – توفي سنة 533 هـ / 1138 م
شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة، وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس.
لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله.
بعض قصائده
حدر الصباح
وَكِمامَةٍ حَـدَرَ الصَّـبَاحُ قِناعَهـا

عَن صَفحَةٍ تَندَى مِـنَ الأَزهـارِ

فِي أَبطَحٍ رَضِعَت ثُغـورُ أَقاحِـهِ

أَخـلافَ كُـلِّ غَمامَـةٍ مِـدرارِ

نَثَرَت بِحِجرِ الأَرضِ فيهِ يَدُ الصِّـبَا

دُرَرَ النَّـدى وَدَراهِـمَ الـنُـوَّارِ

وَقَدِ ارتَدى غُصنَ النَقا وَتَقَلَّـدَت

حَليَ الحَبـابِ سَوالِـفُ الأَنـهارِ

فَحَلَلتُ حَيثُ الماءُ صَفحَةُ ضاحِكٍ

جَذلٍ وَحَيثُ الشَطُّ بَـدءُ عِـذارِ

وَالريحُ تَنفُضُ بُكرَةً لِمَـمَ الرُّبَـى

وَالطَلُّ يَنضَـحُ أَوجُـهَ الأَشجـارِ

مُتَقَسِّمُ الأَلحـاظِ بَيـنَ مَحاسِـنٍ

مِن رِدفِ رابِيَـةٍ وَخَصـرِ قَـرارِ

وَأَراكَةٍ سَجَـعَ الهَديـلُ بِفَرعِهـا

وَالصُبحُ يُسفِرُ عَن جَبيـنِ نَهـارِ

هَـزَّت لَـهُ أَعطافَهـا وَلَرُبَّمـا

خَلَعَـت عَلَيـهِ مَـلاءَةَ الأَنـوارِ

...

تعاطينا المداد
وَلَيـلٍ تَعاطَينـا الـمُـدامَ وَبَينَنـا

حَديثٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الـوَردِ

نُعـاوِدُهُ وَالكـاسُ يَعبَـقُ نَفحَـةً

وَأَطيَبُ مِنـهُ مانُعيـدُ وَمـا نُبـدي

وَنقلي أَقاحُ الثَّغرِ أَو سَوسَنَ الطُّلَـى

وَنَرجِسَـةُ الأَجفـانِ أَو وَردَةُ الخَـدِّ

إِلَى أَن سَرَت فِي جِسمِهِ الكاسُ وَالكَرى

وَمالا بِعَطفَيهِ فَمالَ عَلـى عَضُـدي

فَأَقبَلتُ أَستَهدي لِما بَيـنَ أَضلُعـي

مِنَ الحَرِّ ما بَينَ الضُّلوعِ مِـنَ البَـردِ

وَعايَنتُهُ قَد سُلَّ مِـن وَشـيِ بُـردِهِ

فَعايَنتُ مِنهُ السَّيفَ سُلَّ مِـنَ الغِمـدِ

لَيـانُ مَجَـسٍّ وَاِستِقـامَـةُ قامَـةٍ

وَهَـزَّةُ أَعطـافٍ وَرَونَـقُ إِفرِنـدِ

أُغازِلُ مِنهُ الغُصنَ فِي مَغـرَسِ النَقـا

وَأَلثُمُ وَجهَ الشَّمسِ فِي مَطلَعِ السَعـدِ

فَـإِن لَـم يَكُنهـا أَو تَكُنـهُ فَإِنَّـهُ

أَخوها كَما قُدَّ الشِّراكُ مِـن الجِلـدِ

تُسافِـرُ كِلتـا راحَتَـيَّ بِجِسمِـهِ

فَطَوراً إِلَى خَصرٍ وَطَـوراً إِلَى نَهـدِ

فَتَهبِطُ مِن كَشحَيـهِ كَفَّـي تَهامَـةً

وَتَصعَدُ مِن نَهدَيهِ أُخـرى إِلَى نَجـدِ
...

ورداء الليل
وَرِداءِ لَيـلٍ بـاتَ فِيـهِ مُعانِقـي

طَيـفٌ أَلَـمَّ لِظَبيَـةِ الـوَعسَـاءِ

فَجَمَعتُ بَيـنَ رُضابِـهِ وَشَرابِـهِ

وَشَرِبتُ مِن ريقٍ وَمِـن صَهبـاءِ

وَلَثَمتُ فِي ظَلمـاءِ لَيلَـةِ وَفـرَةٍ

شَفَقـاً هُنـاكَ لِوَجنَـةٍ حَمـراءِ

وَاللَّيلُ مُشمَـطُّ الذَّوائِـبِ كَبـرَةً

خَرِفٌ يَدُبُّ عَلى عَصـا الجَـوزاءِ

ثُمَّ انثَنَى وَالسُّكرُ يَسحَـبُ فَرعَـهُ

وَيَجُرُّ مِـن طَـرَبٍ فُضـولَ رِداءِ

تَنـدى بِفيـهِ أُقحُوانَـةُ أَجـرَعٍ

قَد غازَلَتها الشَّمسُ غِـبَّ سَمـاءِ

وَتَميـسُ فِـي أَثوابِـهِ رَيْحـانَـةٌ

كَرَعَت عَلى ظَمَـإٍ بِجَـدوَلِ مـاءِ

نَـفَّـاحَـةُ الأَنـفـاسِ إِلاَّ أَنَّهـا

حَـذَرَ النَـوَى خَفَّـاقَـةُ الأَفِيـاءِ

فَلَوَيتُ مَعطِفَـها اعتِناقـاً حَسبُـها

فِيـهِ بِقَطـرِ الدَّمـعِ مِـن أَنـواءِ

وَالفَجرُ يَنظُـرُ مِـن وَراءِ غَمامَـةٍ

عَن مُقلَـةٍ كُحِلَـت بِهـا زَرقـاءِ

فَرَغِبتُ عَن نـورِ الصَّـبَاحِ لِنَـورَةٍ

أُغـرَى لَهـا بِبَنفسَـجِ الظَّلمـاءِ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:22 pm


العفيف التلمساني
هو سليمان بن علي بن عبد الله بن علي الكومي التلمساني عفيف الدين
من شعراء العصر الأندلسي
ولد سنة 610 هـ / 1213 م - توفي سنة 690 هـ / 1291 م
شاعر، كومي الأصل (من قبيلة كومة) تنقل في بلاد الروم، وكان يتصوف ويتكلم على اصطلاح (القوم) يتبع طريقة ابن العربي في أقواله وأفعاله.
واتهمه فريق برقة الدين والميل إلى مذهب النصيرية.
وشعره مجموع في (ديوان) وابنه الشاب الظريف أشعر منه، مات في دمشق.
وفي شذرات الذهب نعته بأحد زنادقة الصوفية.
وفي فوات الوفيات أن لعفيف الدين في كل علم تصنيفاً.
ومن ديوانه نسخة في دار الكتب الظاهرية كتبت سنة 998 هـ.
وصنف كتباً كثيرة، منها (شرح الفصوص) لابن عربي، وكتاب في (العروض) وغيره.

بعض قصائده
الجفون السود
وَحَقِّكَ مَا الجُفُونُ السُّـوْدُ رُمْـدُ

وَلاَ سَلَّـتْ بِهَـا الهِنْـدِيَ هِنْـدُ

ولَكِـنَّ الفُتُـورَ بِهَـا فُـتُـونٌ

وَفِي الوَسَنِ الَّـذِي تُبْدِيـهِ سُهْـدُ

لَقَدْ أَطْرَبْـتَ سَمْعـي يَا عَذُولِـي

بذِكْراَهَا كَأَنَّـكَ كُنْـتَ تَشْـدُو

وَسُقْتَ رِكَابَ أَشْوَاقِـي وَدَمْعِـي

فَعَذْلٌ ذَاكَ لِـي أَمْ أَنْـتَ تَحْـدُو

وأَغْيَدَ فِـي المَنَاطِـقِ مِنْـهُ غَـوْرٌ

أَهِيمُ بِهِ وَفِـي الأَعْطَـافِ نَجْـدُ

شَهِـدْتُ بِوَجْهِـهِ بَـدْراً وَأَدْنَـى

وَقَـائِـعِ لَحْظِـهِ بَـدْرٌ وَأُحْـدُ

وقـالُـوا خَـدُّهُ مـاءٌ وخَمْـرٌ

وَكُـلُّ مِنْـهُـا لأَخِـيـهِ ضِـدُّ

فَقُلْتُ وَمَقْصِـدِي بِالقَـوْلِ خَـالٌ

هُنَاكَ نَعَـمْ وَفَـوْقَ الضِّـدِّ نَـدُّ

وَأَعْـجَـبُ مِنْـهُـمَا وَرْدٌ وآسٌ

وَلَيْـسَ بِكَـائـنٍ فِـي الآسِ وَرْدُ

سَقَـى عِلْـمِ غَدَائِـرَهُ دُمُوعِـي

فَحُسْنُ الطَّـلِّ فَـوْقَ الآسِ يَعْـدُو

وَحَـيَّـا الأَبْـرَقَيْـنِ وَلَيْـسَ إِلاَّ

ثَنَـايَـاهُ وَجِيـدٌ فِيـهِ عِـقْـدُ

حَلَـتْ أَلْفَاظُـهُ لِـمْ لاَ وَثَغْـرُ

المَلِيحَـةِ سُكَّـرّ والرِّيـقُ شَهْـدُ

...

لي في هواكم
لِي فِي هَوَاكُمْ مَذْهَـبٌ مُذْهَـبُ

ومَطْلَـبٌ مَـامِثْـلُـهُ مَطْلَـبُ

أًَصْبَحْتُ عَبْـداً رَاضِيـاً بالَّـذِي

تَرْضُـونَ لاَ أَرْجُـو وَلاَ أَرْهَـبُ

إِذَا تَـجَـلَّـى كَـاسُ سَاقِيكُـمُ

كُنْـتُ لَـهُ أَوَّلَ مَـنْ يَشْـرَبُ

وَإِنْ تَغَنَّـى بِاسْمِكُـمْ مُنْـشِـدٌ

فَـإِنَّـنِـي أَوَّلُ مَـنْ يَـطْـرَبُ

يَا قَمَراً فِي مُهْجَتِـي لَـمْ يَـزَلْ

مَطْلَعُـهُ المَـشْـرقُ وَالمَـغْـرِبُ

وَيَـا غَـزَالاً فِـي فُـؤادِي لَـهُ

مَرْعىً وَمِنْ دَمْعِـي لَـهُ مَشْـرَبُ

مَا العَيْشُ إلاَّ فِـي هَـوَاكَ الَّـذِي

كُـلُّ نَعِيـمٍ فَلَـهُ يُـنْـسَـبُ
...

نسيم الصبا
نَسِيَمَ الصَّبَا أَذْكَرْتَنِي العَهْدَ بِالـوَادِي

وَهَيَّجْتَ أَشْوَاقـاً شَقَقْـنَ فُـؤَادِي

فَإِنْ كُنْتَ تُحْيِي مَيِّتَ الهَجْرِ والجَوَى

بِقَتْلِ الهَـوَى أَحْييَيْتَنِـي بِمُـرَادِي

فَإِنَّيَ مُذْ فَارَقْتُ أَحْبَـابَ مُهْجَتِـي

وعُوضْتُ مِنْ قُـرْبٍ لَهُـمْ بِبُعَـادِ

جُفُونِي جَفَتْ نَوْمَ الدُّجَى لِمَضاجِعِي

وَصِرْتُ جَلِيساُ للسُّهَـا بِسُهَـادِي

فَيَا ذَلِكَ الدَّانِـي إِلَى ذَلِكَ الحِمَـى

إِذَا ما أَنَخْتَ العِيسَ فِي ذَلِكَ الوَادِي

فَنَادِ بِهِ السُّكَـانَ أَسْكَنْتُـمُ الحَشَـا

وَقُودَ لَظىً فَالجَمْـرُ صَـارَ مِهَـادِي

فَلَمْ أَسْتَطِعْ فِي اللَّيْلِ مَيْلاً لِمَضْجَعِـي

أَأَهْجَعُ والنِّيـرَانُ حَشْـوُ وِسَـادِي

رَعَى اللهُ أَيَّامـاً بِمُنْعَـرِجِ اللِّـوَى

وَلَيْلاً نَفَى فِيـهِ الوِصَـالُ رُقَـادِي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:23 pm

أبو مدين التلمساني
هو شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني، أبو مدين
من شعراء العصر الأندلسي
توفي سنة 594 هـ / 1198 م
شاعر صوفي، من مشاهيرهم، أصله من الأندلس، أقام بفاس، وسكن بجاية، وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور، وتوفي بتلمسان، وقد قارب الثمانين أو تجاوزها.
له كتاب: (مفاتيح الغيب لإزالة الريب وستر العيب) 92 ورقة.
بعض قصائده
أمر على الأبواب
متَى يا عُرَيبَ الحَيِّ عَينِـي تَراكـمُ

وأَسمعُ من تِـلكَ الدِّيـار نِداكُـمُ

وَيَجمعنا الدَّهر الذي حَـالَ بَينَنـا

وَيَحظَى بِكُم قَلبِي وَعَينِـي تَراكُـمُ

أَمرُّ عَلَى الأَبواب مِن غَيـر حَاجَـة

لَعلِّي أَرَاكُم أَو أَرَى مَـن يَراكُـمُ

سَقانِي الهَوَى كأساً مِن الحُبِّ صَافياً

فَيا لَيتـهُ لَمَّـا سَقانِـي سَقاكُـمُ

فَيا لَيتَ قَاضي الحُبّ يَحكمُ بَينَنـا

وَدَاعِي الهَوَى لَمَّا دَعانِـي دَعاكُـمُ

أَنا عَبدُكُم بَل عَبدُ عَبـدٍ لِعَبدكُـم

وَمَملُوكُكُم من بيعكـم وشَراكُـمُ

كَتبتُ لَكُم نَفسِي وَما مَلَكَت يَدِي

وَإِن قَلَّت الأَموالُ رُوحِي فِداكُـمُ

لِسَانِي بِمجدكُم وَقَلبِـي بِحبكُـم

وَما نَظَرَت عَينِي مَلِيحـاً سِواكُـمُ

وَما شَرَّفَ الأَكوان إلاَّ جَمالكُـم

وَما يَقصدُ العُشَّـاقُ إلاَّ سَنَاكُـمُ

وَإِن قِيل لِي ماذا عَلَى الله تَشتَهِـي

أَقُولُ رِضَي الرَّحمنِ ثُـمَّ رِضَاكُـمُ

ولِي مُقلةٌ بِالدَّمع تَجـري صَبِيبـةً

حَرامٌ عَلَيها النَّـومُ حَتَّـى تَراكُـمُ

خُذُونِي عِظاماً مُحمَّلاً أَينَ سرتـمُ

وحَيثُ حَلَلتمُم فادفنونِي حِذاكُـمُ

وَدُورُوا عَلَى قَبري بِطَرف نِعَالكُـم

فَتَحيا عِظامِي حَيثُ أصغَى نِداكُـمُ

وَقُولوا رَعَاكَ الله يا مَيـتَ الهَـوَى

وأَسكنَك الفردوسُ قُربَ حِماكُـمُ

...

ما لذة العيش
ما لذَّةُ العيـشِ إلاَّ صحبـةُ الفقـرا

هم السلاطينُ والسـاداتُ والأمـرا

فاصحبهُم وتأدَّب فِـي مَجالسهِـم

وخلِّ حظَّـك مهمـا خلّفـوكَ ورا

واستغنم الوقتَ واحضر دائماً معهـم

واعلم بأن الرضَى يَخصُّ من حضـرا

ولازِم الصمـتَ إن سُئِلـت فقُـل

لا علم عندي وكُن بالجهلِ مستتِـرا

ولا تر العيـب إلاَّ فيـكَ معتقِـداً

عيبـاً بـدا بينـاً لكنَّـه استتَـرا

وحُطّ رأسك واستغفر بـلا سبـبٍ

وقُم على قدم الإنصـافِ معتـذِرا

وإن بدا منك عيبٌ فاعترف وأقـم

وجه اعتذاركَ عمّا فيك منكَ جـرا

وقُل عبيدُكُـم أولَـى بصفحِكـمُ

فامحوا وخُـذوا بالرفـقِ يـا فقَـرا

هم بالتفضُّلِ أولَى وهـوَ شيمتُهُـم

فلا تَخف دركاً منهُـم ولا ضَـرَرا

وبالتفتِي على الإخوانِ جـد أبـداً

حار ومعنَى دركا منهم ولا ضـرَرا

وراقب الشيخ فِي أحوالـه فعسَـى

يـرى عليـك من استحانـهِ أثَـرا

وقدم الجدَّ وانهـض عنـد خدمتـهِ

عساهُ يرضى وحاذِر أن تكُن ضجِرا

ففي رضاه رضى البـاري وطاعتـهِ

يرضى عليك ركن من تركها حذِرا

واعلَم بأن طريـق القـوم دراسـة

وحال من بدعيها اليوم كيف تـرى

مَتَى أراهم وأنِّـي لِـي برؤيتهـم

أو تسمع الأذن منِّي عنهـم خبـرا

مَن لِي وأنِّي لِمثلِـي أن يزاحـمَهُم

على موارِدَ لَم ألـفِ بِهـا كـدَرا

أحبَّهُـم وأداريـهـم وأوثـرهُـم

بِمُهجتـي وخصوصاً منهـمُ نفـرا

قوم كرام السجايا حيثمـا جلسـوا

يبقَى المكان على آثارهِـم عطـرا

يهدي التصوُّف من أخلاقهِم طرفـا

حسن التآلف منهُم راقنِـي نظـرا

هم أهل ودِّي وأحبابِي الذين هـمُ

مِمَّن يَجرُّ ذُيـول العـزِّ مفتخـرا

لا زال شَملِي بِهم فِي الله مُجتمعـا

وذَنبُنـا فِيـهِ مَغفـوراً ومغتفَـرا

ثُمَّ الصَّلاةُ علـى المختـارِ سَيدنـا

مُحمَّدٍ خَير مَن أَوفَى وَمَـن نـذَرا
...

تضيق بنا الدنيا
تَضِيـقُ بِنـا الدُّنيـا إذا غبتُمُ عنـا

وتَذهَبُ بالأشـواقِ أرواحُنـا منَّـا

فبُعدُكُـمُ مـوتٌ وقُربكُـم حيـا

فإن غبتموا عنَّـا ولـو نفـاً متنـا

نَمُوت ببعدِكـم ونَحيـا بقُربكـم

وإن جاءضنا عنكم بشيرُ اللقا عشنـا

وَنَحيا بِذاكر كـم إذا لَـم نَراكـمُ

ألا إنَّ تـذكـارَ الأحبَّـة ينعشُنـا

فلَـولا معانيكـمُ تراهـا قلوبُنـا

إذا نَحنُ أيقاظٌ وفِي النـوم إن غبنـا

لمتنا أسـى من بعدكـم وصبابـةً

ولكنَّ فِي المعنَـى معانيكُـم معنـا

بحرُ كنا ذكـر الأحاديـث عنكـمُ

ولولا هواكُم فِي الحشا ما تَحرَّكنـا

فقُل لِلَّذي ينهَى عن الوَجـد أهلـهُ

إذا لَم تذُق معنَى شرابٍ الهَوَى دعنا

إذا اهتزَّت الأرواح شوقاً إِلَى اللقـا

ترفصت الأشباح يا جاهلَ المعنَـى

أما تنظرُ الطير المقفَّـصَ يـا فتَـى

إذا ذكر الأوطان حـنَّ إِلَى المغنَـى

يُفَـرّجُ بالتغـريـد مـا بِفُـؤادهِ

فتضطرِبُ الأعضاءُ فِي الحسّ والمعنَى

ويرقصُ فِي الأقفاصِ شوقاً إِلَى اللقا

فتهتزُّ أربـابُ العقـولِ إذا غنَـى

كذلكَ أرواحُ المُحبِّيـنَ يـا فَتَـى

تَهزِّزها الأشواقُ للعالَـمِ الأسنَـى

أنلزمُهـا بالصبـرِ وهـي مشوقـةٌ

وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنَى

إذا لَم تذُق ما ذاقتِ النَّاسُ فِي الهَوَى

فباللهِ يا خالِـي الحشـا لا تعنّفنـا

وسلّـم لنـا فيمـا ادعينـا لأننـا

إذا غلبت أشواقُنـا ربَّمـا صحنـا

وتَهتـزُّ عنـد الإستمـاع قلوبُنـا

إذا لَم نَجد كتم المواجيـد صرّحنـا

وفِي السرِّ أسـرارٌ دقـاقٌ لطيفـة

تراقُ دمانـا جهـرةً إن بِهـا مجنـا

فيا حاديَ العشَّاقِ قم واحد قائمـاً

وزمزم لنا باسم الحبيـب وروحنـا

وصن سرَّنا فِي سكرنا عن حودنـا

وإن أنكرَت عيناك شيئـاً فسامحنـا

فإنّـا إذا طبنـا وطنـب عقولُنـا

وخامَرنـا خَمـرُ الغَـرام تَهتَّكنـا

فَلا تلم السَّكران فِي حـالِ سُكـرهِ

فقد رقع التكليف فِي سُكرِنـا عنَّـا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:26 pm


صفي الدين الحلي
هو عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم ، السنبسي الطائي
من شعراء العصر المملوكي
ولد سنة 675 هـ / 1276 م - توفي سنة 750 هـ / 1349 م
شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق.
انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فتقرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم، ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر).
وله (العاطل الحالي)، رسالة في الزجل والموالي.
وله (الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية.
وله (درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات.
وله (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء).
وله (الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.
بعض قصائده
أنف الخمار
أَنِفَ الخِمارُ مِـن فَـرطِ خِباهـا

وَرَأى الصَّونَ احتِكـاراً فَسَباهـا

قَهوَةٌ لَو قيلَ لِلشَّمـسِ اِسجُـدوا

وَبَدَت حُقَّت عَلى النَّاسِ اشتِباهـا

جَـرَّدَ المَـزجُ عَلَيهـا سَيـفَـهُ

عِندَما سَلَّت عَلى اللَّيـلِ ظُباهـا

وَأَباهـا المَـزجُ لَمَّـا مُزِجَـت

وَإِذا مـا انتَسَبَـت كـانَ أَباهـا

فَرَأَينـا اللَّيـلَ صُبحـاً عِندَمـا

بَرَزَت تُجلى عَلينـا مِـن خِباهـا

هَتَكَت أَنوارُهـا سِتـرَ الدُّجـى

بِصِفـاحٍ خَـرَّقَ اللَّيـلَ سَناهـا

قـابَلَتنـا فَسَجَـدنـا هَيـبَـةً

لِمُحَيّـاهـا وَعَفَّرنـا الجِبـاهـا

فِـي رِيـاضٍ عَطَّـرَت أَنفاسُهـا

سائِرَ الآفـاقِ إِذ هَبَّـت صَباهـا

أَلبَسَتها الصُحُبُ مِن وَشيِ الكَـلا

حُلَلاً مُـذ بَلَـغَ السَّيـلُ رُباهـا

فَقَضَينـا لَـذَّةَ النَّـفـسِ بِهـا

فِي صَفا عَيشٍ بِهِ الدَّهـرُ حَباهـا

....

طال سهادي
وَلَيلَـةٍ طـالَ سُـهـادي بِهـا

فَزارَنِـي إِبليـسُ عِنـدَ الرُّقـاد

فَقالَ هَـل لَـكَ فِـي شَقفَـةِ

كَبشِيَّـةٍ تَطـرُدُ عَنَّـا السُّهـاد

قُلتُ نَعَـم قـالَ وَفِـي قَهـوَةٍ

عَتَّقَها العاصِرُ مِـن عَهـدِ عَـاد

قُلتُ نَعَـم قـالَ وَفِـي مُطـرِبٍ

إِذا شَدا يَطـرَبُ مِنـهُ الجَمـاد

قُلتُ نَعَـم قـالَ وَفِـي طَفلَـةٍ

فِـي وَجنَتَيهـا لِلحَيـاءِ اِتِّقـاد

قُلتُ نَعَـم قـالَ وَفِـي شـادِنٍ

قَد كُحِلَـت أَجفانُـهُ بِالسَّـواد

قُلـتُ نَعَـم فَقـالَ نَـم آمِنـاً

يا كَعبَةَ الفُسقِ وَرُكـنَ الفَسـاد
...

شمط الذوائب
أَهلاً بِها شُمطَ الذَّوائِبِ وَالـذُرى

تَعشو إِلَى نيـرانِها نـارُ القِـرى

شُهُبـاً إِذا مَـدَّ الظَـلامُ رِواقَـهُ

جَعَلَت ظَلامَ اللَّيـلِ صُبحـاً نَيِّـرا

تُذكى لَدى مَلِكٍ يُرَجّـى جـودُهُ

وَتَخافُ مِن سَطَواتِهِ أُسدُ الشَّـرى

الصالِحِ المَـلِكِ الَّـذي بِسَماحِـهِ

أَمسى الثَرا وَطأً لِمَن وَطِىءَ الثَّـرى

لا زالَ شَملُ المُـلكِ مُنتَظِمـاً بِـهِ

وَالعِزُّ مُمتَدُّ الـرَواقِ كَمـا تَـرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:27 pm


علي الحصري القيرواني
هو علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن
من شعراء العصر الأندلسي
توفي سنة 488 هـ / 1095 م
شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.
وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.
وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا على يده ونشروا أدبه في الأندلس.
له ديوان شعر بقي بعضه مخطوطاً.
وله (اقتراح القريح واجتراح الجريح) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له.
وله (معشرات الحصري) في الغزل.
وله (النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية) 212 بيتاً في القراءت.
وله كتاب المستحسن من الأشعار.
بعض قصائده
وفتني دموع العين
وَفَتنِي دُمُوعُ العَينِ وَالصَّبـرُ خَانَنِـي

فَجُرِّعت فِي حُبِّي لَكَ المُرَّ وَالحُلـوَا

وَضِقتُ بِهذَا الحُبِّ ذرعـاً وَحيلَـةً

فَحَتَّى مَتَى أَشكُو وَلا تَنفَعُ الشَّكـوَى

وَهَبتُكَ حَظِّي مِـن سـرورٍ وَلـذَّةٍ

فَجازَيتَنِي أَن زِدتُ بَلوَى عَلَى بَلـوَى

وَشَى عِندَكَ الوَاشُونَ بِي فَهَجَرتَنِـي

وَحَمَّلتَنِي فِي الحُبِّ مَا لَم أَكُن أَقوَى

وَلَو أَنَّنِي إِذ كُنـتُ عِنـدَكَ مُذنِبـاً

وَجَدتُ سَبيلاً حَيثُ أَسأَلكَ العَفـوَا

وِصالُكَ لِي مُحيٍ وَهَجـرُكَ قاتِلِـي

وَحُبُّكَ شَغلٌ كُنتُ مِن قَبلِـهِ خِلـوَا

وَقَفتُ عَلَى آثَارِ وَصـلِكَ بِالحِمَـى

وَأَنكَرتُ صَبرِي فِي مَعالِمِها شَجـوَا

وَقُلتُ لِعَينِي وَيْحَكِ الآنَ فَاسجِمِـي

دُمُوعاً كَمَا قَد كُنتِ زِدتِ بِهِ لَهـوَا

وَحَقِّ الهَوى لا ذُقت غمضاً وَلا رَقَت

دُمُوعك أَو تُحيِي المَحَلَّ الَّذِي أَقـوَى

وُرُودُ الرَّدى أَولَى وَإِن عِيـفَ وردُهُ

لِمَن بَاتَ ظَمآناً إِلَى رِيقِ مَن يَهـوَى

...

شمل الهوى
نَوىً فَرَّقَت شَملَ الـهَوَى فَمياهـهُ

تُـزالُ وَأَمَّـا عَهـدُهُ فَـيُـصـانُ

نَعيمي وَعِـزّي كُنتُـم ثُـمَّ بِنتُـمُ

فَعَيشي عَـذابٌ بَعدَكُـم وَهَـوانُ

نَصِيبِي مِنَ الدُّنيا الحَبيـبُ وَوَصلُـهُ

بِهِ العَيشُ عَيـشٌ وَالزَّمـانُ زَمـانُ

نَهَتنِي النُّهَى عَن حُبِّكُـم فَعَصيتُـها

وَهَيهَات يُثنَـى لِلمُحِـبِّ عَنـانُ

نَسيمُ الصَّبا مِن أَجلِكُـم أَستَطيبُـهُ

وَإِن زَادَ فِي قَلبِـي بِـهِ الخَفَقـانُ

نَدِمتُ عَلَيكُم مِثلَما يَنـدَمُ الفتَـى

فَيقـرعُ سِـنٌّ أَو يـعـضُّ بَنـانُ

نَفَت عَن جُفونِي النَّومَ ورقُ حَمائِمٍ

شَكَونَ وَلَم يُفصِـح لَهُـنَّ لِسَـانُ

نعينَ إِلَـى البَيـنِ لا كَـانَ يَومُـهُ

فَمَا بَالُهُ لَـم يَخـلُ مِنـهُ مِكـانُ

نَدَبنَ وَلَـم يَذرِفـنَ دَمعـاً وَإِنَّمـا

تَناثَرَ مِـن دَمعِـي لَهُـنَّ جُمـانُ

نَكَأنَ قُرُوحِي لَو أَعَنَّ عَلَى الأَسَـى

بِـدَمـعٍ أَلا إِنَّ الحَـزيـنَ يُعـانُ
...

لحا الله دهرا
لَحَا اللهُ دَهراً حَالَ بَينِـي وَبَينَكُـم

وَحَرَّمَ وَصلَ الحُبِّ وَهـوَ مُحَـلَّلُ

لِبانَاتُ نَفسِي عِندَكُـم وَشِفاؤُهـا

مِنَ السقمِ لَـو أَنَّ السَّقيـمِ يُعَلَّـلُ

لَبِستُ الضَنَى حَتَّى تَبَدَّلت صـورَةً

سِوَى صورَتِي وَالحُـبُّ لا يَتَبَـدَّلُ

لَعَلَّ اللَيالِـي وَالحَـوادِث خَصمُنـا

كَما حَكَمَت فِينَا بِجَـورٍ سَتَعـدلُ

لَقَد ضِقتُ ذرعاً بِالهَوَى ثُمَّ بِالنَـوَى

وَلا ذَنـبَ لِـي لكِنَّنِـي أَتَجَمَّـلُ

لَمَى شَفَةِ المَحبُـوبِ أَو وَردُ خَـدِّهِ

مَدَى أَمَلى لَو تَمَّ لِـي مَـا أَؤمّـلُ

لَعَمرِي لَو قَبَّلتُـهُ كَيـفَ أَشتَهِـي

لأَعطَيتهُ دُنيَايَ لَـو كَـانَ يَقبَـلُ

لَهَوتُ بِهِ لَهـوَ التَريـف بِكَأسِـهِ

يُوَلِّـي بِتَـوقيـعِ المـدَامِ وَيَعـزِلُ

لِسَانِيَ حُلوٌ وَهوَ أَحلَـى لَـوَ إِنَّـهُ

يعلُّ بِسِلسَـالِ الرُّضَـابِ وَيَنهَـلُ

لِيَ الوَيحُ إِن لَم أَحظَ مِنكَ بِنَظـرَةٍ

مُعاوِدَةٍ أَحيَـا بِهَـا حِيـنَ أُقتَـلُ

....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: شعراء العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:30 pm


أبو القاسم الشابي
هو أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي
من شعراء العصر الحديث
ولد سنة 1324 هـ / 1906 م ـ توفي سنة 1353 هـ / 1934 م

شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب.
قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته.
ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته.
له (ديوان شعر) و (كتاب الخيال الشعري عند العرب) و (آثار الشلبي) و (مذكرات).
بعض قصائده
أيها الليل
أيُّها الليلُ ! يا أَبَا البـؤسِ والهَـوْلِ

يَـا هيكـلَ الـحَيَـاةِ الرهيـبِ

فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَـلِ العـذْبِ

تُصَلِّـي بِصَـوْتِـه الـمحبـوبِ

فَيُثيـرُ النَّشِيـدُ ذكـرى حيـاةٍ

حَجَبْتَـها غُيُـومُ دَهْـرٍ كئيـبِ

وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حـول قلبـي

بسُكُـونٍ ، وَهَيْبَـةٍ ، وَقُطُـوبِ

أنتَ يا ليلُ ! ذَرّةٌ ، صَعَدَتْ للكون

من مَوْطِـىءِ الجحيـم الغَضـوبِ

أيُّها الليلُ ! أنت نَغْمٌ شَجِـيُّ فِـي

شفاهِ الدُّهـورِ ، بيـن النَّحيـبِ

إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التـي ترتـجّ

فِي صَدْرِكَ الرَّكُـودِ ، الرَّحيـبِ

تُسْمِعُ النَّفْسَ ، فِي هدوء الأمانـي

رَنَّةَ الحَـقِّ ، والجمـال الخَلُـوبِ

فَتَصوغُ القلوبُ ، منـها أَغَارِيـداً

تَهُـزُّ الـحيـاةَ هَـزَّ الخُطُـوبِ

تتلوّى الحيـاةُ ، مِنْ أَلَـم البـؤْس

فتبكـي ، بِلَـوْعَـةٍ وَنَـحيـبِ

وَعَلى مَسْمَعيـكَ، تَنْهـلُّ نوحـاً

وعويلاً مُـرّاً ، شجـونُ الُقلـوب

فأرى بُرْقعاً شفيفاً ، من الأوجـاعِ

يُلقـي عليـكَ شجـوَ الكَئيـبِ

وأرى فِـي الـسُّكـون أجنحـة

الجبَّار ، مُخْضَلّـةً بِدَمْـعٍ حَبيـبِ

فَلَـكَ اللَّهُ ! مِـنْ فـؤادٍ رَحيـمٍ

ولـكَ اللَّهُ مِـنْ فـؤادٍ ، كئيـبِ

يَهْجَـعُ الكَـوْنُ ، فِـي طمأنينـةِ

الْعُصْفُورِ ، طِفْلاً بِصَدْرِكَ الغِرِّيـبِ

وبأحْضَانَـكَ الرَّحِيمـةِ يستيقـظُ

فِي نضرة الضَّحُـوكِ ، الطَّـرُوبِ

شَادياً ، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَـذْبِ

جـميـلاً، كَبَهْجَـةِ الشُّؤْبُـوبِ

يَا ظلامَ الحَيَاةِ ! يا رَوْعَـة الحُـزْن

وَيَـا مِعْـزَفَ التَّعِيـس الغَرِيـبِ

وَبقيثـارةِ السَّـكِـيـنـةِ ، فِي

كَفَّيْكَ ، تَنْهَـلُّ رَنَّـةُ المَكْـرُوبِ

فَيكَ تنمُو زَنَابِـقُ الحُلُـمِ العـذْبِ

وَتَذوِي لَـدَى لَهيـبِ الخُطُـوبِ

خَلْفَ أعماقكَ الكئيبـةِ تَنْسـابُ

ظِـلالُ الدُّهـورِ ، ذَاتَ قُطـوبِ

وَبِفَـوْديـكَ، فِـي ضَفَـائِـرِكَ

السُّودِ ، تَدُبُّ الأَيَّـامُ أيَّ دَبِيـبِ

صَـاحِ ! إنَّ الـحيـاةَ أنشـودةُ

الحُزْنِ ، فَرَتِّلْ على الحيـاةِ نَحِيبـي

إنّ كأسَ الحيـاةِ مُتْرَعَـةٌ بالدَّمْـعِ

فاسْكُبْ علـى الصَّبَـاحِ حَبيبـي

إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَـحُ بالـهَوْلِ

فَمـا أبْعَـدَ ابتسـامَ الـقلُـوبِ

لا يغُرَّنَّـكَ ابتسـامُ بَنـي الأَرْضِ

فَخَلْفَ الشُّعـاعِ لَـذْعُ اللَّهِيـبِ

أَنْتَ تـدري أَنَّ الحيـاةَ قُطُـوبٌ

وَخُطُوبٌ ، فَما حَيَـاةُ القُطُـوبِ ؟

إنَّ فِـي غيبـةِ الدُّهـورِ ، تِبَاعـاً

لِخَطِيـبٍ يَـمُـرُّ إثْـرَ خَطِيـبِ

سَدَّدَتْ في سكينةِ الكون ، لِلأَعماقِ

نفسـي لَحْظـاً بعيـدَ الرُّسـوبَ

نَظْـرةٌ مَزَّقَـتْ شِغَـافَ اللَّيالـي

فَـرَأَتْ مُهْجَـةَ الظَّـلاَمِ الهَيُـوبِ

وَرَأَتْ فِي صَمِيمَها ، لَوْعَةَ الحُـزنِ

وأَصْغَتْ إلـى صُـراخِ القُلُـوبِ

لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْـوَ، إنّـي

قَدْ خَبِـرتُ الحيـاةَ خُبْـرَ لَبِيـبِ

فتبـرّمـتُ بالسَّكينـةِ والضَّجَّـةِ

بل قَـدْ كَرِهْـتُ فيهـا نصيبـي

كُنْ كَمَا شـاءتِ السَّمـاءُ كَئيبـاً

أيُّ شيءٍ يَسُـرُّ نفـسَ الأَريـبِ ؟

أَنُفُوسُ تموتُ ، شَاخِصَـةً بالهـول

فِي ظُلْمـةِ القُنُـوط العَصِيـبِ ؟

أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَـى سَاحـلِ

لُجِّ الأَسَى ، بِمَـوْجِ الخُطُـوبِ ؟

إنَّمـا النّـاسُ فِي الحيـاةِ طيـورُ

قد رَمَاهَا القَضَـا بِـوادٍ رَهِيـبِ

يَعْصُفُ الهولُ فِي جَوَانبـه السـودِ

فَيَقْضِـي على صَـدَى العَنْدلِيـبِ

قَدْ سَألتُ الحياةَ عَنْ نغمةِ الفَجْـرِ

وَعَـنْ وَجْمـة المسـاءِ القَطُـوبِ

فَسَمِعْـتُ الحيـاة ، فِي هيكـل

الأحزانِ ، تشدو بِلَحْنِها المحبـوبِ

مَا سُكـوتُ السَّمـاءِ إلا وُجُـومٌ

مَا نشيدُ الصَّـبَاحِ غيـرُ نـحيبِ

لَيْـسَ فِي الدَّهْـرِ طَائـرٌ يتغنّـى

في ضِفَافِ الحيـاةِ غَيْـرَ كَئيـبِ

خَضَّبَ الاكتئَابُ أجنحَـة الأَيّـامِ

بِالـدَّمْـعِ ، والـدَّم المَسْكُـوب

وَعَجيبٌ أنْ يفـرحَ النّـاسُ فِـي

كَهْفِ اللَّيالـي، بِحُزْنِهَا المَشْبُـوبِ

كنتُ أَرْنو إلـى الحيـاةِ بِلَحْـظٍ

بَاسِـمٍ ، والرَّجَـاءُ دُون لُغُـوبِ

ذَاكَ عَـهْـدٌ ، حَسِبْتُـهُ بَسْمَـةَ

الفَجْرِ ولكنّـهُ شُعَـاعُ الغُـرُوبِ

ذَاكَ عَهْدٌ ، كَأَنَّـه رَنَّـةُ الأفـراح

تَنْسَـابُ مـنْ فَـمِ العَنْـدَليـبِ

خُفِّفَتْ ، رَيْثَمـا أَصَخْـتُ لَهَـا

بالقَلْبِ، حيناً ، وَبُدِّلَـتْ بَنَحيـبِ

إنَّ خَمْرَ الحيـاةِ وَرْدِيَّـةُ اللَّـونِ

ولكنَّـها سِـمَـامُ الـقُلُــوبِ

جَرَفتْ مِنْ قَرَارَةِ القَلْبِ أحلامـي

إلى اللَّحْدَ ، جَائِـراتُ الخُطُـوبِ

فَتَلاشَـتْ عَلَـى تُخُـومِ الليالـي

وَتَهَاوتْ إلـى الجَحِيمِ الغَضُـوبِ

وَثَوى في دُجُنَّةِ النَّفْـس ، وَمْـضٌ

لَمْ يَزَل بيـن جيْئَـةٍ ، وذُهُـوبِ

ذُكْرياتٌ تَمِيسُ في ظُلْمَـةِ النَّـفْ

سِ، ضِئَالاً ، كَرَائعـاتِ المَشيـبِ

يَا لِقَلْبٍ تَجَـرّعَ اللَّوعـةَ الـمُرَّةَ

مـنْ جـدولِ الزَّمـانِ الرَّهيـبِ

وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَـةُ الحُـزْن

فَعَشَّتْـهُ مِـنْ شُعَـاعِ اللَّـهيـبِ

....

سرت في الروض
سِـرْتُ فِـي الـرَّوْضِ ، وَقَـدْ

لاَحَـتْ تَبَـاشِـيـرُ الصَّبـاحِ

وَجَـنَـاحُ الـفَجْـرِ يُـومِـي

نَـحْـوَ رَبّـاتِ الـجَـنَـاحِ

والـدُّجَـى يَسْـعَـى رُوَيْـداً

سَـعْــيَ غَـيْــدَاءَ ، رَدَاحِ

وَنَسيـمُ الصُّـبْـحِ يَـسْـرِي

سَجْسَجـاً ، فَـوْقَ البِـطَـاحِ

وَخَـرِيـرُ النَّهْـرِ سَـكْـرَانٌ

وَزَهْــرُ الــرَّوْضِ صَــاحِ

فَـرَنَـتْ نَـحْــوَ جَــلاَلِ

الـكَـوْنِ ، جَـوْنَـاءُ اللِّيَـاحِ

ثُـمَّ بَـانَـتْ فِـي سُـفُـورٍ

فَـاضِـحٍ أيَّ افْـتِـضَــاحِ

فَاحْـتَـسَـتْ خَمْـرَ نَـدَى

الدَّامِـسِ ، مِنْ كَـأْسِ الأَقَـاحِ

وَاعْتَلَـتْ بَلْـقِـيـسُ عَـرْشَ

اللَّيْـلِ ، فِـي تِلْـكَ النَّوَاحـي

ثُـمَّ مَـالَــتْ لِـغُــرُوبٍ

بَـعْـدَ إضْـرَامِ الـكِـفَـاحِ

واسـتـوى اللَّـيْـلُ بِـرَغْـمِ

الشَّمْـسِ فِي العَـرْشِ الفُسَـاحِ

هَـكَـــذا الــدَّهْـــرُ

بـأزيــاءٍ غُــدُوٍ ، وَرُوَاحِ

وَضِـيـــاءٍ ، وَظَـــلامٍ

وَسُـكُــونٍ ، وَصِـيَــاحِ

وَنَـشِـيــدٍ ، وَفَـــوَاحٍ

وانـقِـبَـاضٍ ، وانْـشِـرَاحِ

إنَّـمَـا الـدَّهْـرُ وَمِيـثَـاقُ

الـلَّـيَـالِـي كَـشُـجـَاحِ
...

أيها الحب
أيُّها الحُـبُّ أنْـتَ سِـرُّ بَلاَئِـي

وَهُمُومِي ، وَرَوْعَتِـي ، وَعَنَائـي

وَنُحُولِـي ، وَأَدْمُعِـي ، وَعَذَابـي

وَسُقَامـي، وَلَوْعَتِـي ، وَشَقائـي

أيُّها الحُبُّ ! أَنْتَ سِـرُّ وُجُـودي

وَحَياتـي ، وَعِـزَّتـي وإبَائـي

وَشُعاعِي مَا بَيْنَ دَيْجُـورِ دَهْـري

وَأَلِيفـي، وَقُـرَّتـي ، وَرَجَائـي

يَا سُلافَ الفُؤَادِ ! يا سُـمَّ نَفْسـي

في حَيَاتي يَا شِدَّتـي ! يَا رَخَائـي

ألَهِيبٌ يَثُـورُ فِي رَوْضَـةِ النَّفْـسِ

فَيَطْغَى ، أَمْ أَنْتَ نُـورُ السَّمـاءِ ؟

أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُـزْنَ

كُؤُوساً ، وَمَا اقْتَنَصْـتُ ابْتِغَائـي

فَبِحَقِّ الجَمَـال ، يَا أَيُّهـا الحُـبُّ

حَنَانَيْـكَ بـي ! وَهَـوِّن بَلائـي

لَيْتَ شِعْري ! يَا أَيُّها الحُبُّ ، قُلْ لي

مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ ، أَمْ مِنْ ضِيَـاءِ ؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:34 pm


أحمد شوقي
هو أحمد بن علي بن أحمد شوقي
من شعراء العصر الحديث
ولد سنة 1285 هـ / 1868 م ـ توفي سنة 1351 هـ / 1932 م
أشهر شعراء العصر الحديث، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وأرسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجنيف.
عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد.
وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

بعض قصائده
يا ثغرها
عَرَضوا الأَمـانَ علـى الخواطـرْ

واستعـرضـوا السُّمْـرَ الخواطـر

فوقفـتُ فِي حَـذَر ، ويـأْبَـى

الـقـلـبُ إلا أَن يُـخـاطِـر

يـا قلـب شأْنـك والـهـوى

هـذي الغصـونُ وأَنـت طائـر

إن التـي صَـادَتْـكَ تَسْـعَـى

بـالـقلـوب لـها النـواظـر

يـا ثـغـرَهـا ، أَمـسـيـتُ

كـالغـوَّاص ، أَحْلُـم بالجواهـر

يـا لحظَـهـا ، مَـنْ أُمُّـهـا ؟

أَو مَـنْ أَبوهـا فِي الـجـآذِر ؟

يـا شعـرَهـا ، لا تَسْـعَ فِـي

هتكـي ، فشـأْنُ الليـلِ ساتـر

يـا قَـدَّهـا ، حـتَّـام تغـدو

عــاذِلاً وتـروح جـائــر ؟

وبـأيِّ ذنـبٍ قـد طعـنـتَ

حَشـايَ يـا قـدَّ الكبـائـر ؟

...

يا جارة الوادي
شَيّعـتُ أَحْـلامـي بقلـبٍ بـاكِ

ولَمَحتُ من طُرُق المِـلاحِ شِباكـي

ورجـعـتُ أَدراجَ الشبـاب ووِرْدَه

أَمشي مكانَهمـا علـى الأَشـواكِ

وبجـانبِـي واهٍ كـأَن خُفـوقَـه

لَمـا تلفَّـتَ جَهْشَـةُ المُتبـاكـي

شاكِي السلاحِ إذا خـلا بضلوعـه

فإذا أُهيـبَ بـه فليـس بـشـاكِ

قد راعـه أَنـي طوَيْـتُ حبائلـي

من بعـد طـول تنـاولٍ وفكـاكِ

وَيْحَ ابنِ جَنْبـي ؟ كلُّ غايـةِ لـذَّةٍ

بعـدَ الشبـابِ عـزيـزةُ الإدراكِ

لـم تَبـقَ منَّا ، يا فـؤادُ ، بقيّـةٌ

لـفـتـوّةٍ ، أَو فَضلـةٌ لـعِـراكِ

كنا إذا صفَّقْـتَ نستبـق الـهوى

ونَشُـدُّ شَـدَّ العُصبـةِ الـفُتَّـاكِ

واليومَ تبعـث فـيّ حيـن تَهُزُّنـي

مـا يبعـث الناقـوسُ فِي النُّسّـاكِ

يا جارةَ الوادي ، طَرِبْـتُ وعادنـي

ما يشبـهُ الأَحـلامَ مـن ذكـراكِ

مَثَّلْتُ فِي الذِكْرَى هَواكِ وفِي الكَرَى

والذِّكرياتُ صَدَى السّنينَ الحَاكـي

ولقد مررتُ على الريـاض برَبْـوَةٍ

غَـنَّـاءَ كنـتُ حِيالَهـا أَلقـاكِ

ضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها وعيونُهـا

ووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا ريّـاكِ

فذهبتُ فِي الأَيـام أَذكـر رَفْرَفـاً

بيـن الجـداولِ والعيـونِ حَـواكِ

أَذكَرْتِ هَرْوَلَةَ الصبابـةِ والـهوى

لـما خَطَـرْتِ يُقبِّـلان خُطـاكِ ؟

لم أَدر ما طِيبُ العِناقِ على الـهوى

حتـى ترفَّـق ساعـدي فطـواكِ

وتأَوَّدَتْ أَعطـافُ بانِك فِي يـدي

واحـمرّ مـن خَفَرَيْهمـا خـدّاكِ

ودخَلْتُ فِي ليلين فَرْعِك والدُّجـى

ولثمـتُ كالصّبـح المنـوِّرِ فـاكِ

ووجدْتُ فِي كُنْهِ الجوانـحِ نَشْـوَةً

من طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَـاكِ

وتعطَّلَتْ لغـةُ الكـلامِ وخاطبَـتْ

عَيْنَـيَّ فِي لُغَـة الـهَوى عينـاكِ

ومَحَوْتُ كلَّ لُبانـةٍ من خاطـري

ونَسِيـتُ كلَّ تَعاتُـبٍ وتَشاكـي

لا أَمسِ من عمرِ الزمـان ولا غَـدٌ

جُمِع الزمانُ فكـان يـومَ رِضـاكِ

لُبنانُ ، ردّتنـي إليكَ مـن النـوى

أَقـدارُ سَـيْـرٍ للـحـيـاةِ دَرَاكِ

جمعَتْ نزيلَيْ ظَهرِهـا مـن فُرقـةٍ

كُـرَةٌ وراءَ صَـوالـجِ الأَفــلاكِ

نـمشي عليها فوقَ كـلِّ فجـاءَة

كالطير فـوقَ مَكامِـنِ الأَشـراكِ

ولو أَنّ بالشوق الـمزارُ وجدتنـي

مُلْقي الرحالِ على ثَـراك الذاكـي

بِنْـتَ البِقـاع وأُمَّ بَـرَدُونِـيِّـها

طِيبي كجِلَّـقَ ، واسكنـي بَـرداكِ

ودِمَشْقُ جَنَّـاتُ النعيـم ، وإنـما

أَلفَيْـتُ سُـدَّةَ عَـدْنِهِـنَّ رُبـاكِ

قَسَماً لو انتمت الـجداول والرُّبـا

لتهلَّـل الفـردوسُ ، ثـمَّ نَمـاكِ

مَـرْآكِ مَـرْآه وَعَيْنُـكِ عَيْـنُـه

لِـمْ يا زُحَيْلـةُ لا يكـون أَبـاكِ ؟

تلـك الكُـرومُ بقيَّـةٌ مـن بابـلٍ

هَيْهَـاتَ! نَسَّـى البابلـيَّ جَنـاكِ

تُبْدِي كَوَشْيِ الفُرْسِ أَفْتَـنَ صِبْغـةٍ

للناظـريـن إلـى أَلَـذِّ حِـيـاكِ

خَرَزاتِ مِسْكٍ ، أَو عُقودَ الكهربـا

أُودِعْـنَ كافـوراً مـن الأَسـلاكِ

فكَّرْتُ فِي لَبَـنِ الجِنـانِ وخمرِهـا

لـما رأَيْتُ الـماءَ مَـسَّ طِـلاكِ

لـم أَنْسَ من هِبَةِ الزمـانِ عَشِيَّـةً

سَلَفَتْ بظلِّـكِ وانقضَـتْ بِـذَراكِ

كُنتِ العروسَ على مِنصَّة جِنْحِـها

لُبنانُ فِي الوَشْـيِ الكريـم جَـلاكِ

يـمشي إليكِ اللّحظُ فِي الديباج أَو

فِي العاج من أَي الشِّعـابِ أَتـاكِ

ضَمَّـتْ ذراعيْـها الطبيعـةُ رِقَّـةً

صِنِّيـنَ والحَـرَمُـونَ فاحتضنـاكِ

والبـدرُ فِي ثَبَـج السمـاءِ مُنَـوِّرٌ

سالت حُلاه على الثـرى وحُـلاكِ

والنيِّـرات مـن السحـاب مُطِلَّـةٌ

كالغِيـد من سِتْـرٍ ومـن شُبّـاكِ

وكأَنَّ كـلَّ ذُؤابـةٍ مـن شاهِـقٍ

ركنُ الـمجرَّةِ أَو جـدارُ سِمـاكِ

سكنَتْ نواحـي الليـلِ ، إلا أَنَّـةً

فِي الأَيْكِ، أَو وَتَراً شَجِـيَّ حَـراكِ

شرفاً ، عروسَ الأَرْز ، كلُّ خريـدةٍ

تـحتَ السماءِ من البـلاد فِـداكِ

رَكَـز البيـانُ علـى ذراك لـواءَه

ومشى ملـوكُ الشعـر فِي مَغنـاكِ

أُدباؤكِ الزُّهرُ الشمـوسُ ، ولا أَرى

أَرضاً تَمَخَّضُ بالشمـوس سِـواكِ

من كـلّ أَرْوَعَ علْمُـه فِي شعـره

ويراعـه مـن خُلْقـه بـمِـلاكِ

جمع القصائـدَ من رُبـاكِ، وربّمـا

سرق الشمائلَ مـن نسيـم صَبـاكِ

موسى ببابكِ فِي الـمكارم والعـلا

وعَصاه فِي سحـر البيـانِ عَصـاكِ

أَحْلَلْتِ شعري منكِ فِي عُليا الـذُّرا

وجَمـعْـتِـه بـروايـة الأَمـلاكِ

إن تُكرمي يا زَحْلُ شعـري إننـي

أَنكـرْتُ كـلَّ قَـصـيـدَةٍ إلاَّكِ

أَنتِ الخيـالُ : بديعُـهُ ، وغريبُـه

اللهُ صـاغـك ، والـزمـانُ رَواكِ

....

خدعوهــا
خَدَعُـوهَـا بِقَـوْلِهِـمْ حَسْنـاءُ

والغَـوَانِي يَـغُـرَّهُـنَّ الـثَّنَـاءُ

أَتُـرَاهَا تَنَـاسَـتِ اسْمِـيَ لَمَّـا

كَثُـرَتْ فِـي غَرامِهَـا الاسْمـاءُ

إنْ رَأتْنِي تَمِيـلُ عَنَّي ، كَأنْ لَـمْ

تَـكُ بَيْنِـي وَبَيْنِهَـا أشْـيــاءُ

نَظْـرَةٌ ، فَـابْتِسَـامَةٌ ، فَسَـلامُ

فَكَـلامٌ ، فَـمَـوْعِـدٌ ، فَلِقَـاءُ

يَوْمَ كُنَّا وَلا تَسَـلْ كَيْـفَ كُنَّـا

نَتَهَـادَى مِنَ الـهَوَى مَا نَشـاءُ

وَعَليْنَـا مِـنَ العَفَـافِ رَقِيْـبُ

تَعِبَـتْ فِـي مِـرَاسِـهِ الاهْـوَاءُ

جَاذَبَتْنـي ثَوبِي العَصـيِّ وقَالَـتْ

أَنْتُـم النَّـاسُ أَيُّـهَـا الشُّعَـرَاءُ

فَاتَّقـوا اللَّهَ فِي قُلـوبِ العَـذَارَى

فَالعَـذَارَى قُلُـوبُهُـنَّ هَــوَاءُ

...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:37 pm


حافظ إبراهيم
هو محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم
من شعراء العصر الحديث
ولد سنة 1288 هـ / 1871 م ـ توفي سنة 1351 هـ / 1932 م
شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.
ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط، وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته، ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.
ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.
التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.
وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.
وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.
بعض قصائده
رموني بعقم
رَجَعتُ لنَفسي فاتَّهَمـتُ حَصاتـي

ونادَيتُ قَومي فاحتَسَبْـتُ حَياتـي

رَمَوْنـي بعُقمٍ فِي الشَّبابِ وليتَنـي

عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَـولِ عِداتـي

وَلَـدْتُ ولمَّـا لم أجِـدْ لعرائسـي

رِجـالاً وأكفـاءً وأَدْتُ بَنـاتـي

وسِعتُ كِتـابَ اللهِ لَفظـاً وغايـةً

وما ضِقتُ عن آيٍ بـه وعِظـاتِ

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلـةٍ

وتَنسيـقِ أسـماءٍ لـمُخترَعـاتِ

أنا البَحرُ فِي أحشائِه الـدُّرُّ كامِـنٌ

فهل سألوا الغَـوَّاصَ عن صَدَفاتـي

فيا وَيحَكُم أبْلى وتَبلـى مَحاسِنـي

ومنكم وإن عَـزَّ الـدّواءُ أُساتـي

فـلا تَكِلُـونـي للزّمـانِ فإنّنـي

أخافُ عليكـم أن تَحيـنَ وَفاتـي

أَرَى لرِجالِ الغَـربِ عِـزًّا ومَنعَـةً

وَكَـمْ عَـزَّ أقـوامٌ بعِـزِّ لُغـاتِ

أتَـوْا أهلَهُـمْ بالمُعجِـزاتِ تَفَنُّنـاً

فيـا ليتَكُـم تأتـونَ بالكَلِمـاتِ

أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِـبٌ

يُنادي بِـوَأدي فِي رَبيـعِ حَياتـي

ولو تَزْجُرونَ الطَّيـرَ يومـاً عَلِمتُـمُ

بمـا تحتَـه مـن عَثـرَةٍ وشَتـاتِ

سَقى اللهُ فِي بَطنِ الجَزيـرَةِ أعظُمـاً

يَـعِـزُّ عليـها أن تَليـنَ قَناتـي

حَفِظْنَ وِدادي فِي البِلـى وحَفِظتُـه

لهـنّ بقَـلـبٍ دائـمِ الحَسَـراتِ

وفاخَرتُ أهلَ الغَربِ والشرقُ مُطرِقٌ

حَيـاءً بتـلك الأعظُـمِ النَّخِـراتِ

أَرَى كـلَّ يَـومٍ بالجَرائِـدِ مَزْلَقـاً

مِـنَ القَبـر يُدنينـي بغَيـرِ أنـاةِ

وأسمَعُ للكُتّـابِ فِي مِصـرَ ضَجّـةً

فأعلَـمُ أنّ الصَّـائحِيـن نُعاتـي

أيَهجُرُنـي قومي ، عفا اللهُ عنهُـمُ

إلـى لُـغَـةٍ لَـمْ تَتّصِـلْ بِـرُوَاةِ

سَرَتْ لُوثَةُ الافرَنْجِ فيها كَما سَـرَى

لُعابُ الأفاعـي فِي مَسيـلِ فُـراتِ

فجاءَتْ كثَوبٍ ضَمَّ سَبعيـنَ رُقعَـةً

مُشَكَّلَـةَ الألــوانِ مُختَلِفــاتِ

إلى مَعْشَرِ الكُتّابِ والجَمـعُ حافِـلٌ

بَسَطتُ رَجائي بعدَ بَسـطِ شَكاتـي

فإمّا حَياةٌ تَبعَـثُ المَيـتَ فِي البِلـى

وتُنبِـتُ فِي تلك الرُّمُـوسِ رُفاتـي

وإمّـا مَمـاتٌ لا قيـامَـةَ بَعـدَهُ

مَماتٌ لَعَمري لـم يُقَـسْ بمَمـاتِ

...

أليف الصبا
مَن لَمْ يَذُقْ فَقْـدَ أليـفِ الصِّبـا

لَمْ يَـدْرِ ما أبـدي وما أُضْمِـرُ

أَفْقَدَنـي الـمَـوتُ بـه وافِيـاً

لا يَعْـرِفُ الـخَتْـلَ ولا يَغـدِرُ

تَقْـرَأ فِـي عَيْنَيْـه كـلَّ الـذي

فِـي نَفْسِـه عن نَفْسِـه يَسْتُـرُ

ثَـلاثـةٌ لـم تَعْـرُ عـن عِفّـةٍ

لِسـانُـه والـذَّيْـلُ والـمِئْـزَرُ

قـد كـان مِتْـلافـاً لأَمْـوالِـه

وكـان نَهّاضـاً بـمَـنْ يَعْثُـرُ

أَوْشَـكَ أن يُـفْـقِـرَه جُـودُهُ

ومن صُنُـوفِ الجـودِ ما يُفْقِـرُ

أُصِيبَ فيه المَجْـدُ يـومَ انَطَـوَى

والعُـرْفُ والسـائـلُ والمُعْسِـرُ

كُنّا علـى عَهْـدِ الصِّبـا سَبْعَـةً

بـمُسْتَطـابِ اللَّـهْـوِ نَسْتَأْثِـرُ

البابِلِـي صَفْـوَةُ فِـتْـيـانِـنـا

وابن المُوِلْحـي الكاتـبُ الأَشْهَـرُ

وصـادِقٌ خــيـرُ بَنـي سَيِّـدٍ

وبَـيْـرَمٌ إذْ عُــودُهُ أَخـضَـرُ

وكـانَ عَـبْـدُ اللهِ أُنْسـاً لنـا

وأُنْـسُ عَـبْـدِ اللهِ لا يُنْـكَـرُ

لَهْوٌ كريـمٌ لـم يَشُـبْ صَفْـوَه

رِجْسٌ ولـم يَشْهَـدْه مُسْتَهتْـرُ

فكـم لنا مِـن مَجلِـسٍ طَيِّـبٍ

يَشْتـاقُـه هـارُون أو جَعْـفَـرُ

نَلْعَـبُ باللَّفْـظِ كمـا نَشْتَهـي

ونُضمِـر الـمَعنـى فما يَظْهَـرُ

ونُـرْسِـلُ النَّكتَـةَ مَحبُـوكَـةً

عَنْ غَيْرِنا فِي الحُسْـنِ لا تَصْـدُرُ

ثم انطَـوَى هـذا وهـذا ومـا

يُطْـوَى مِـن الأيَّـام لا يُنْشَـرُ

كم دَوْحَةٍ أَوْدَى بـها عاصِـفٌ

والنَّجْـمُ مِـنْ مَـأَمَنـهِ يُنْظُـرُ

...

حال بين الجفن
حـالَ بيـن الجَفْـنِ والـوَسَـنِ

حائِـلٌ لـو شئـتَ لَـمْ يَكُـنِ

أنـا والأيّـامُ تَـقْــذِفُ بـي

بيـن مُشـتـاقٍ ومُـفْـتَـتِـنِ

لـي فُـؤادٌ فـيـكَ تُـنْـكِـرُه

أضلُعـي مـن شِـدّةِ الـوَهَـنِ

وزَفـيـرٌ لـو عَـلِـمْـتَ بـه

خِلْـتَ نـارَ الفُـرْسِ فِي بَدَنـي

يـا لَقَـومـي إنـنـي رجـلٌ

حِـرْتُ فِي أمـري وفِي زَمَنـي

أَجَفـاءً أشْـتَـكـي وشَـقـاً

إنَّ هَـذَا مُنْـتَـهَـى الـمِحَـنِ

يا هُمـامـا فِـي الـزّمـان لـه

هِـمّـةٌ دَقَّـتْ عـنِ الفِـطَـنِ

وفَـتـىً لَـوْ حـلَّ خَـاطـرُه

فِـي لَيَالـي الدَّهـر لَـمْ تَخُـنِ

يـا أَميـرَ الـحَـجِّ أنـت لَـهُ

خَـيْـرُ وَاقٍ خَـيْـرُ مُـؤْتَمَـنِ

هَـزَّكَ البـيـتُ الـحـرامُ لَـهُ

هِـزَّةَ الـمُـشْـتـاقِ للوَطَـنِ

فَـرِحَـتْ أَرضُ الحِجـازِ بِكُـمْ

فَـرْحَهـا بالـهَاطِـلِ الـهَتِـنِ

وسَـرَتْ بُشْـرَى القُـدومِ لَهُـمْ

بـكَ مـن مِصْـرٍ إلـى عَـدَنِ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:39 pm


محمود سامي البارودي
هو محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري
من شعراء العصر الحديث
ولد سنة 1255 هـ / 1839 م - توفي سنة 1322 هـ / 1904 م
أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).
نسبته إلى (إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.
ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.
الأولى في ثورة كريد سنة 1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.
ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.
حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه‍ فعاد إلى مصر.
أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.
له (ديوان شعر)، جزآن منه، (ومختارات البارودي) أربعة أجزاء.
بعض قصائده
أراك الحمى
أَرَاكَ الْحِمَى شَوْقِي إِلَيْـكَ شَدِيـدُ

وصَبْرِي وَنَوْمِي فِي هَـوَاكَ شَريـدُ

مَضَى زَمَنٌ لَمْ يَأْتِنِي عَنْـكَ قَـادِمٌ

بِبُشْرَى ولَمْ يَعْطِـفْ عَلَـيَّ بَرِيـدُ

وَحِيدٌ مِنَ الْخُلانِ فِي أَرْضِ غُرْبَـةٍ

أَلا كُلُّ مَنْ يَبْغِـي الْوَفَـاءَ وَحِيـدُ

فَهَلْ لِغَرِيبٍ طَوَّحَتْـهُ يَـدُ النَّـوَى

رُجُـوعٌ وَهَـلْ لِلْحَائِمَـاتِ وُرُودُ

وَهَلْ زَمَنٌ وَلَّى وَعَيْـشٌ تَقَيَّضَـتْ

غَضَارَتُـهُ بَعْـدَ الذَّهَـابِ يَعُـودُ

أُعَـلِّلُ نَفْسِـي بِالقَدِيـمِ وَإِنَّمـا

يَلَذُّ اقْتِبَالُ الشَّـيءِ وَهْـوَ جَدِيـدُ

وَمَـا ذِكْـرِيَ الأَيَّـامَ إِلاَّ لأَنَّهـا

ذِمَـامٌ لِعِرْفَـان الصِّـبَا وَعُهـودُ

فَلَيْسَ بِمَفْقُودٍ فَتَىً ضَمَّـهُ الثَّـرَى

وَلَكِـنَّ مَنْ غَـالَ الْبِعَـاد فَقِيـدُ

أَلا أَيُّها الْيَوْمُ الَّـذِي لَمْ أَكُـنْ لَـهُ

ذَكُوراً سِوَى أَنْ قِيلَ لِي هُـوَ عِيـدُ

أَتَسْأَلُنَـا لُبْـسَ الجَدِيـدِ سَفَاهَـةً

وَأَثْوابُنَا ما قَـدْ عَلِمْـتَ حَدِيـدُ

فَحَظُّ أُنـاسٍ مِنْـهُ كَـأْسٌ وَقَيْنَـةٌ

وَحَـظُّ رِجـالٍ ذُكْـرَةٌ وَنَشِيـدُ

لِيهنَ بِهِ منْ باتَ جـذْلانَ ناعمـاً

أخا نشَـواتٍ مَـا عَليـهِ حَقـودُ

تَـرَى أَهلَـهُ مُستَبشِريـنَ بِقربِـهِ

فَهُمْ حَولَـهُ لاَ يَبْرَحُـونَ شُهُـودُ

إِذَا سَارَ عنهُمْ سَارَ وَهُـوَ مكـرَّمٌ

وإن عَادَ فِيهِمْ عَـادَ وَهُـوَ سَعيـدُ

يُخَاطِبُ كُلاًّ بِالَّـذِي هُـوَ أَهلُـهُ

فَمُبـدِئُ شُكـرٍ تَـارَةً وَمُعِيـدُ

فَمَنْ لِغَرِيبٍ -سَرْنَسُوفُ- مُقَامُـهُ

رَمَتْ شَمْلَهُ الأَيَّـامُ فَهْـوَ لَهِيـدُ

بِلادٌ بِهَـا مـا بِالْجَحِيـمِ وإِنَّمـا

مَكَانَ اللَّظَى ثَلْـجٌ بِهَـا وَجَلِيـدُ

تَجَمَّعتِ البُلغـارُ والـرُّومُ بينَـها

وَزَاحَمَهَا التَّاتَـارُ، فَهِـيَ حُشُـودُ

إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِـمْ

هَدِيداً تَكَـادُ الأَرْضُ مِنْـهُ تَمِيـدُ

قِبَاحُ النَّوَاصِي والوُجُـوهِ، كأنَّهُـمْ

لِغَيـرِ أَبِـي هَـذا الأَنـامِ جُنُـودُ

سَواسِيَـةٌ لَيْسُـوا بِنَسْـلِ قَبيلَـةٍ

فَتُـعْـرَف آبـاءٌ لَهُـمْ وجُـدُودُ

لَهُمْ صُوَرٌ لَيْسَتْ وُجُوهـاً وإِنَّمـا

تُنَـاطُ إِلَيْـهَا أَعْـيُـنٌ وَخُـدودُ

يَخُورُونَ حَولِي كَالْعُجُولِ وَبَعْضُهُمْ

يُهَجِّنُ لَحْنَ الْقَـوْلِ حِيـنَ يُجِيـدُ

أَدُورُ بِعَينِـي لا أَرَى بَيْنَهُـمْ فَتَـىً

يَرُودُ مَعِي فِي الْقَـوْلِ حَيْـثُ أَرُودُ

فَلا أَنَـا مِنْهُـمْ مُسْتَفِيـدٌ غَرِيبَـةً

وَلا أَنَـا فِيهِـمْ ما أَقَمْـتُ مُفِيـدُ

فَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَـتْ قَبْـلَ هَـذِهِ

بِمِصْرَ وَعَيْشِي لَـوْ يَـدُومُ حَمِيـدُ

عَسَى اللهُ يَقضِي قُربَةً بَعـدَ غُربَـةٍ

فَيَـفـرَحَ باللُّقيَـا أَبٌ وَوَلِـيـدُ

...

أفتانة العينين
أَفَتَّانَةَ الْعَينَيْـنِ كُفِّـي عَنِ الْقَلْـبِ

وَصُونِي حِمَاهُ فَهُوَ مَنْزِلَـةُ الْحُـبِّ

ولا تُسْلِمِي عَيْنَيَّ للسُّهْـدِ والْبُكَـا

فَإِنَّهُمَا مَجْـرَى هَـواكِ إِلَى قَلْبِـي

وَإِنِّـي لَـراضٍ مِنْ هَـواكِ بِنَظْـرَةٍ

وَحَسْبِي بِها إِنْ أَنْتِ لَمْ تَبْخَلِي حَسْبِي

إِذا كَـانَ ذَنْبـِي أَنَّ قَلْبِـي مُعَلَّـقٌ

بِحُبِّكِ يَا لَيْلَـى فَلا تَغْفِـرِي ذَنْبِـي
....

يا من رأى
يَا مَـنْ رَأَى الشَّـادِنَ فِي سِرْبِـهِ

يَتِيـهُ بِالْحُـسْـنِ عَلَـى تِـرْبِـهِ

أَرْسَـلَ فَـرْعَيْـهِ لِكَـي يَعْبَثَـا

بِأُكْـرَتَـيْ نَهْدَيْـهِ مِـنْ عُجْبِـهِ

أَحْتَمِـلُ الْمَكْـرُوهَ مِـنْ أَجْلِـهِ

وَأَبْـذُلُ الْمَـالَ عَلَـى حُـبِّـهِ

قَـدْ لامَنِـي الْعَـاذِلُ فيـهِ ولَـوْ

رَأَى الْهُـدَى أَقْصَـرَ عَـنْ عَتْبِـهِ

وَهَلْ يُطِيقُ الْمَـرْءُ سَتْـرَ الْهَـوَى

مِنْ بَعْـدِ ما اسْتَوْلَـى عَلَـى لُبِّـهِ

تَقَـلُّـبُ الْعَـيـنِ دَلِيـلٌ عَلَـى

مـا أَضْمَـرَ الإِنْسَـانُ فِي قَلْبِـهِ

يـا سـامَـحَ اللهُ عُيُـونَ الْمَهَـا

فَهُـنَّ عَـوْنُ الدَّهْـرِ فِي حَرْبِـهِ

أَمَـا كَفَـى مَـا جَـرَّ أَحْدَاثُـهُ

حَتَّـى دَعَـا الْغِيـدَ إِلَـى حِزْبِـهِ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:42 pm


معروف الرصافي
هو معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي
من شعراء العصر الحديث
ولد سنة 1294 هـ / 1877 م - توفي سنة 1364 هـ / 1945 م
شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك.
ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.
وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.
ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.
وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل اليومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.
وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.
له كتب منها (ديوان الرصافي)، (دفع الهجنة)، (محاضرات في الأدب العربي) وغيرها الكثير.
بعض قصائده
وخرساء لم ينطق
وَخرساءَ لَم ينطق بِحـرفٍ لِسانـها

سوى صوت عرق نابض بِحشاهـا

حكت لَهجة التّمـام لفظـاً ولَـم

تكن لتفصـح إلا بالزَّمـان لغاهـا

لَها ضربان فِي الحشا قـد حكـت

به، فؤاداً تغشَاه الـهوى وحكاهـا

جرت حركات الدَّهر فِي ضرباتهـا

وبانت مواقيـت الـورى بعماهـا

على وجهها خطّت علائم تَهتـدي

بِها النَّـاس فِي أوقاتِهـا لِمناهـا

مشت بين آنات الزَّمـان تقيسـه

ومـا هـو إلاّ مشيـها وخطاهـا

بِها يتقاضى النَّـاس ما يوعدونـه

ويُرشد ضـلاّل الزَّمـان هداهـا

غدت كأخي الإيمان تأكـل فِـي

معيً وما أكـل إلاّ التـواء معاهـا

تدور عليها عقـرب دور حائـر

بتَيهاء غمّت فِي الظـلام صواهـا

تريك مكان الشمس فِي دورانِهـا

إذا حجبت عنك الغيـوم ضياهـا

فأعجب بِها مصحوبةً جاء صنعهـا

نتيجة أفكـار الـورى وحجاهـا

بنتها النهى فِي الغابريـن بسيطـةً

فتـمّ علـى مـرّ الزَّمـان بناهـا

تنادي بَنِي الأيـام فِـي نقراتـها

أن اسعوا بِجـدٍ بالغيـن مداهـا

ولا تُهملوا الأوقات فهـي بواتـرٌ

تقطـع أوصـال الحيـاة شباهـا

...

أرى عيشنا
أرى عيشنا تأبَى المنـون امتـداده

كأنّا على كيـس المنـون نعيـش

وما زال وجه الأرض يُوسعه الرَّدى

لطاماً وهاتيـك القبـور خُـدوش

كأن انقـلاب الأرض ماء كأننـا

على الماء من ريح الحيـاة نقـوش

لـحـا الله دنيـاً يـوم بأهلـها

تـهدّ حصـون اوتثـل عـروش

تروح سهام العيش فيـها طوائشـاً

وللموت سهم لا يكـاد يطيـش

نَمدّ إلـى قطـب الـمُنَى وهـي

جمّة من العمر كفاً لا تكاد تنـوش

ونرجو ومن سيف الردى فِي رجائنا

جِراحـات يـأس ما لَهـنّ أروش

وأجمل بوجه العيش لو لَم يكن بـه

حنانيك من ظفُر الخطوب خـموش

دهانا لرامي الموت سهم مقرطـس

نَجيـفٌ بـأدواء الحيـاة مريـش

لعمرك أن الدَّهـر تغلـي خطوبـه

وإنّ عويـل الصارخيـن نشيـش

وما الدَّهـر إلاّ للخلائـق منضـج

لـه مِرجَـل بالحادثـات يَجيـش

كأنّ جيوش الـموت رافقـة بنـا

فتزحف منـا للحـروب جيـوش

ومن نظر الدُّنيـا بعيـن اعتبـاره

تَساوت مُهـود عنـده ونعـوش
....

أعرني لسانا
أعرنِي لِساناً أَيّها الشعـر للشكـر

وإن تطق شكراً فلا كنت من شعـر

وجئنِي بنور الشَّمس والبدر كي أرى

بِمعناك نور الشَّمس يشرق والبـدر

وحم حول أزهار الريـاض تطيبـاً

بِها مثلما حام الفراش على الزهـر

وقم فِي مقام الشكر وانشـر لـواءه

برأس عمودٍ خذه من غـرة الفجـر

فـإن لبيـروتٍ حقوقـاً جليلـة

علىَّ فنب يا شعر عَنِّيَ فِي الشكـر

فإنِّـي لبيـروت أقمـت لَيـالِيـاً

وربك لَم أحسب سواهن من عمري

وقضيـت أيامـاً إذا مـا ذكرتُهـا

غفرت الذّنوب الماضيات من الدَّهـر

لَئِن تَك فِي بغداد يا دهـر مذنبـاً

عليَّ ففي بيروت كم لك من عـذر

قـرأت بِها درس المكـارم معجبـاً

بكل كبير النفس ذي خلـق حـر

فكنت بِها من باذخ العزّ فِي الذَّرى

ومن سروات القوم فِي أنجـم زهـر

وداعاً وداعـاً أيهـا القـوم إنَّنِـي

مفارقكم لاعن صـدود ولا هجـر

لَئِن أزفّ التّرحال عنكم فـإنَّ بِـي

إليكم لاشوقاً أحـرّ مـن الجمـر

أودعكم والشوق بالصبـر فاتـك

كفتك الملـوك المستبديـن بالأمـر

أحبكم قلبِـي اعترافـاً بفضلكـم

وأنكر فِي يوم النوى حكمة الصبـر

ولا غرو ان أكرمتم الضيف شيمـةً

توارثتموها عن جدود لكـم غُـرّ

ألستم من العرب الأولى طار صيتهم

إلى حيث يبقى تَحته طائـر النسـر

أعاريب نَهَّاضون فِي طلب العُلـى

غطاريف سبَّاقون فِي حلبة الفخـر

سأذكركم ذكـر المُحـبّ حبيبـه

وأشكركم شكر الجدوب ندى القطر

فلا تَحرمونِي من رضاكـم فإنَّنِـي

إليكم إليكم ما حييـت لـذو فقـر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشتاء الجميل
مشرف مميــز
مشرف مميــز



عدد المساهمات : 540
تاريخ التسجيل : 01/04/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالثلاثاء أبريل 06, 2010 11:45 pm

فهد العسكر
هو فهد بن صالح بن محمد بن عبدالله بن علي العسكر
من شعراء العصر الحديث
ولد سنة 1328 هـ / 1910 م ـ توفي سنة 1371 هـ / 1951 م
شاعر كويتي، ينتمي إلى أسرة العسكر التي هاجرت من قلب الجزيرة العربية إلى الكويت.
ولد في الكويت، ونشأ فيها، ولد شاعراً بائساً، وعاش ومات كذلك.
عاش في الكويت بعيداً عن أفكار مجتمعه، حتى رمي بالكفر والإلحاد، فقد بصره آخر حياته وعاش في غرفة مظلمة في سوق واجف.
أصيب بمرض عضال، وأدخل المستشفى الأميري، فمات فيه، وأحرق الكثير من شعره بعد وفاته.
له (ديوان شعر).
بعض قصائده
يا جارة الوادي
يا جارة الـوادي طربـت وعادنِـي

مـا زادنِـي شوقـا إلـى مـرآك

فقطعت ليلي غارقـا نشـوان فِـي

ما يشبـه الأحـلام مـن ذكـراك

مثَّلت فِي الذِّكرَى هواكِ وفِي الكَرَى

لَمَّا سَموت بـه وصنـتُ هـواك

ولكم على الذكرى لقلبِـي عبـرةٌ

والذكريات صدى السنين الحاكـي

ولقد مررت على الريـاض بربـوة

كـم راقصـت فيـها رؤاي رؤاك

خضراء قد سبـت الربيـع بدلّهـا

غنّـاء كنـت حيـالـها ألقـاك

لَم أدر ما طيب العناق على الهـوى

والروض أسكـرهُ الصِّبـا بشـذاك

لَم أدر والأشواق تصرخ فِي دمـي

حتَّـى ترفَّـق ساعـدي فطـواك

وتأوَّدت أعطاف بانك فِـي يـدي

سكرى وداعـب أضلعـي فطـواك

أين الشقائق منـك حيـن تَمايـلا

واحـمرَّ مـن خفريهمـا خـدَّاك

ودخلت فِي ليلين فرعك والدُّجـى

والسكـر أغرانِـي بِمـا أغـراك

فطغى الهوى وتناهبتـك عواطفـي

ولثمـت كالصبـح المنـوّر فـاك

وتعطّلت لغـة الكـلام وخاطبـت

قلبِـي بأحلـى قبلـة شـفـتـاك

وبلغت بعـض مآربِـي إذ حدَّثـت

عينَـيَّ فِـي لغـة الهـوى عينـاك

لا أمس من عمر الزَّمـان ولا غَـدِ

بنـواك آه مـن النَّـوى رحـماك

سَمراء يا سؤلِي وفَرحـة خاطـري

جُمع الزَّمـان فكـان يـوم لقـاك

....

طال النوى
طـال النـوى يا قبلـة الأنظـار

فتـرفقـي بالوامـق المتـواري

حواء ما هـذا التجنِـي بالقـلا

رحـماك لست بعاشـق صبـارِ

حواء قـد نشـر الظـلام رداءه

هلا سَمعت بِجنحـه استغفـاري

فنسائم الإمسـاء عنـك سألتهـا

فسلي نسيم الصبح عن أخبـاري

حواء بين أضالعي نـارٌ وعـافَ

زيـارتِـي مـن حرهـا زواري

أو ما سَمعت شهيقها وزفيـرهـا

يوم الوداع فيـا لَهـا مـن نـارِ

حـواء أعشـق ثغـرهـا فلكـم

تطارحنا الغرام وثغرهـا خِمـاري

حواء هِمت بصوتِها حتَّى غـدت

أذنـاي تكـره نغمـة الأوتـارِ

حواء يا ذات الجمال ويـا ضيـا

هـذا الوجـود وربـة الأشعـارِ

ويلاه قد هجرت مجالـس أنسنـا

وخلت مـن الندمـاء والسمـارِ

لا الرَّاح بالكاسات مشرقـة بِهـا

فتبـدد الظلـمـاء بـالأنـوارِ

كلا ولا الأوتار صادحة فتلهمنـا

الـغـنـاء بِـهـدأة الأسحـارِ

حوَّاء قد صمتت بلابـل روضنـا

وسرى الذبول بأجـمل الأزهـارِ

لا الـورد فِـي جنباتـه متبسـم

فيعطر الـورد النسيـم السـاري

كلا ولا الأشجار مورقة فيشـدو

الطير فـوق ذوائـب الأشجـارِ

حواء وادي اللهو أصبـح مقفـرا

خـال مـن الأزهـار والأطيـارِ

لا الـريم يا حـواء سارحـة بـه

تَخـتـال بالآصـال والأبكـارِ

كلا ولا الغادات فِـي أحضانـه

يَحملن بالأيدي كـؤوس عقـارِ

يا حب بين يديك نفسي تشتكـي

أفما كشفت غوامـض الأسـرارِ

يا حب أنت ضيا الحيـاة وسرهـا

مزق بنـورك كـل كـل ستـارِ

يا حب أحـلام الغـرام جَميلـة

رحـماك فهي قصيـرة الأعمـارِ

يا حب رفقـا فالقلـوب بريئـة

والذنـب للأسـماع والأبصـارِ

يا حب أنت الصارم القهار لسـت

بِمشـرك بالـواحـد القـهـارِ

....

أي وعينيك
أي وعينيك فاض كـأس غرامـي

يا حبيبِي ومـا بلغـت مـرامـي

يا حبيبِي تلك الدعايات لَـم تـرو

وربِّي صـدَى فـؤادي الظامـي

يا أسيل الخدَّيـن بالله هـب لِـي

قبلةٌ من لَمـاك واشـف أوامـي

بِحقـوق الحـبِّ المبـرَّح إرحـم

وتصـدَّق بِهـا علـى المستهـامِ

يا حبيبِي رحماك أنهكنِـي الصحـو

وفِـي ثغـرك الجميـل مدامـي

أمن العدل أن تُجرِّعنِـي الصـاب

دهاقـاً جامـا علـى إثـر جـامِ

وأقاسـي مـن الضنـا والسقـام

ما أقاسي وأنـت تلهـو أمامـي

يا حبيبِي ولـلـفـؤاد طــوافٌ

فارعـه حـول ثغـرك البسّـامِ

يا حبيبِي إليـك فوّضـت أمـري

رغـم أنـف الـوشـاة واللـوامِ

هاك قلبِي وهاك عقلـي وروحـي

يا ملاكي وخـذ إليـك زمانِـي

أنت ألهمتنِـي القريـض فأنصـت

لنشيـدي يـا مصـدر الإلـهامِ

واصغ يا منيتِي ومشعـل روحـي

بسكـون الدّجـى إلـى أنغامـي

ساهراً حول شاطىء الرمل وحـدي

نادبـا شاكيـا بِجنـح الظـلامِ

وأنـادي والقلـب ذاب وجـفّ

الكاسُ أين الطلا وأيـن غلامـي

وإذا مـا بـدا الصـبـاح وبُـحّ

الصوت منّي وسال جرحي الدامـي

أدبر الليـل حـامـلاً زفـراتِـي

وأنـيـنِـي وتـاركـا آلامـي

يا حبيبِي إليك وجّهـت وجهـي

أي وعينيـك طيـلـة الأعـوامِ

كيف لا والجمـال فيـك تَجلَّـى

وبـه قـد عبـدت ربّ الأنـامِ

لك ثغـر يفتـرّ عـن بسمـات

ضوؤها أيقـظ الشعـور السّامـي

بسمـات مـا افـتـرّ مبسمـك

الورديّ عنها إلاَّ وطاطأت هامـي

تتجلَّـى بِهـا البـراءة والطهـر

وهـذا وتـلـك سـرّ غرامـي

وحديث كم هزّ أوتـار روحـي

ودلال ألــذّ مـن أحـلامـي

وطباع أرقّ مـن بسمـة الفجـر

وصوتٌ يـزري بشـدو الحمـامِ

ومُحـيَّـا مـلائـكـيّ جَميـل

فِي فضا الـرّوح لاح بـدر تَمـامِ

وبروحـي روح أخـفّ وأتقـى

من رحيـق الصبـاح بالأكمـامِ

وقـوام أيـن الأمـالـيـد منـه

بالتثنَّي أجـمل بـه مـن قـوامِ

يا حبيب الفـؤاد زدنِـي غرامـا

بِخضوعـي لديـك واسترحامـي

أنت تدري بأنَّنِـي بـك صـبٌّ

لست أعمَـى يا أيُّهـا المتسامـي

أصدر الحكم إنَّ حكمـك عـدل

أنا راضٍ لـو جـرت بالأحكـامِ

يا حبيبِـي حتَّـام أكتـم حبِّـي

أي وعينيك فاض كـأس غرامـي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرحة قلب
مشرف مميــز
مشرف مميــز
فرحة قلب


عدد المساهمات : 868
تاريخ التسجيل : 07/07/2010

(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث   (شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Emptyالسبت سبتمبر 18, 2010 1:53 am

سلمت .. وسلم لنا قلمك المميز

تقديري واحترامي


(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث - صفحة 5 Sigpic167793_1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(شعراء العصور) من قبل الإسلام حتى العصر الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 5 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
 مواضيع مماثلة
-
» اشهر و اهم العلماء على مر العصور
» شرح الأربعون النووية -الحديث الشريف
» موسوعه صور ملكات جمال مصر على مر العصور
»  التلوث مشكلة العصر - د. مدحت اسلام
» بالصور معجزة قرانية اثبتها العلم الحديث للأية 26 من سورة البقرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الــفــــــــــــــــــــــــalfrid 1ـــــــــــريــــد :: الأقسام الأدبيه :: كل مايتعلق بالأ د ب والكتب والشعر العربى والشعراء-
انتقل الى: